ما الذي تمنحه الألوان للصورة؟ ربمّا يُجيب معرض "ألوان الزمن: صُوَر ملوَّنة 1860 - 2022"، الذي افتُتح أمس في "مؤسّسة التصوير" بمدينة طنجة المغربية، محاولةً للإجابة عن هذا السؤال؛ إذ يتضمّن المعرضُ مجموعةً من الصُّوَر الفوتوغرافية التي التُقطت في مُدن عربية وأجنبية مختلفة منذ ستّينيات القرن التاسع وإلى اليوم، وأُعيد تلوين القديمة منها، تلك التي كانت بالأبيض والأسود، بتقنيات حديثة، لمنحها حياةً جديدة.
تنقسم أعمالُ المعرض، الذي يستمرُّ حتى الثلاثين من تشرين الأوّل/ نوفمبر المقبل، بين شكلَين من الصُّوَر الفوتوغرافية؛ أحدهما يستعيدُ التصوير القديم في القرنَين التاسع عشر والعشرين، والآخر يُضيء على التصوير المُعاصِر الذي لا تغيبُ عنه لمساتُ التكنولوجيا الحديثة.
يتضمّن المعرض قرابة أربعين صورةً التُقطت في مدينة طنجة خلال خمسينيات وستّينيات القرن التاسع عشر، وهي تعود لاستوديوهات تصويرٍ في المدينة لم تعُد موجودةً الآن. كما تحضر فيه مجموعةٌ من أعمال المصوّر البريطاني لودوفيكو وولفغانغ هارت (1836 - 1919) التقَط فيها مناظر من اليابان خلال ستّينيات القرن التاسع عشر، ثمّ في سورية بعد وقت وجيز من ذلك، إلى جانب أعمال للمصوّرة الفرنسية هيلين بيلينجر استوحت فيها صُوَر ممثّلات سينمائيات التُقطت في العشرينيات والخمسينيات، بينما استوحى المصريُّ يوسف نبيل صُورَه من "العصر الذهبي" للسينما المصرية.
وتشارك في المعرض، أيضاً، الفنّانةُ اللبنانية الفرنسية ريما السمّان التي قامت بتلوين مجموعةٍ من صوُر عائلتها تعود إلى الفترة بين الأربعينيات والسبعينات، وهو أيضاً ما فعلته المغربية أسماء أخنّوش، بينما اشتغلت صُوَرُ مواطنتها أمينة بن بوشتى على موضوع القصص الشخصية، والفرنسيّ إيرين غوناس على موضوع الذكريات الحميمية، وجان سوديك على موضوع الرومانسية في القرن التاسع عشر.