"أفلام المقاومة والتحرير": نسخة ثانية

26 مايو 2021
(من فيلم "أرض الحكاية" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي)
+ الخط -

بالتزامن مع صعود المقاومة الفلسطينية نهاية ستينيات القرن الماضي، وُلدت الأفكار الأولى لسينما توثّق الحدث في الميدان، وتحرَض على مواجهة العدو الصهيوني، وفوق ذلك كلّه تسعى إلى خلق وعي جديد يمحو هزيمة حزيران/ يونيو 1967، لكنها لم تستمر لعوامل تتعلق بوقف الإنتاج السينمائي لمنظّمة التحرير بعد خروجها من بيروت عام 1982، كما قدم بعض المخرجين العرب، وخصوصاً في لبنان، تجارب مماثلة تناولت الصراع العربي الإسرائيلي.

يصعب استعادة تلك الحالة لعوامل عدّة تتعلّق بانقضاء تلك المرحلة وسياقاتها السياسية والاجتماعية، وكذلك بتغيّر النظرة إلى السينما في مضمونها وتقنياتها، مع الإشارة إلى مقاربات جديدة في عدد من النتاجات لقضايا التحرّر الوطني، والتي تحتفي بها النسخة الثانية من "أسبوع أفلام المقاومة والتحرير" التي تنطلق اليوم في تونس العاصمة وتتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري.

التظاهرة التي تقام بعد حوالي أربعة أشهر من ختام النسخة الأولى تنظّم من قبل "قناة تلفزة "TV، و"الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية"، و"مؤسسة Tunivision"، و"مسرح وسينما الريو" في تونس، بالتعاون مع "الجمعية اللبنانية للفنون- رسالات"، وتتوزّع عروضها على عدّة مدن تونسية منها سوسة و المنستير.

تقدّم خمسة أفلام فقط بعد مضي أقل من أسبوع على انتهاء العدوان الإسرائيلي

 

وتقدّم خمسة أفلام فقط بعد مضي أقل من أسبوع على انتهاء العدوان الإسرائيلي، وصمود المقاومة الفلسطينية على مدار أحد عشر يوماً، لكن التظاهرة تجد انتقادات بخصوص عرضها أفلاماً تمثّل توجّهات سياسية مؤيدة للنظام السوري إلى جانب أعمال تجسّد المقاومة الفلسطينية ومعاناة اللبنانيين خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي.

وسيكون الافتتاح بفيلم "أرض الحكاية" (2012) للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي يناقش قضية شكّلت عنوان الأحداث الأخيرة في فلسطين المحتلة، متمثّلة بالصعوبات التي يواجهها المقدسيون في الحفاظ على الهوية العربية للمدينة المقدسة، في ظلّ التوسّع الاستيطاني ضمن مخططات التهويد القائمة على طرد الفلسطيني من أرضه وبيته.

يقرأ مشهراوي التغيّرات التي حدث بين عام 1967 حينما احتّلت مدينة القدس وبين عام إنتاج العمل، من أجل فهم المستجدات التي وقعت خلال ما يقارب الخمسة عقود، حيث روى أهل القدس أمام الكاميرا أزماتهم المعيشية ومنعهم من إصلاح منازلهم وترميمها، ورفضهم المطلق للتنازل عنها رغم ما يقدّم لهم من مبالغ ضخمة ثمناً لها.

يُعرض أيضاً فيلم "خلّة وردة" (2011) للمخرج اللبناني عادل سرحان الذي يتناول واقع الحياة اليومية في الجنوب اللبناني إبّان فترة الاحتلال الإسرائيلي، و"السر المدفون" (2015) لمواطنه المخرج علي غفاري الذي يجسّد آلام أمّ أخفت استشهاد ابنها خمسة عشر عاماً، فيما كان عدد من أبنائها الآخرين معتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب فيلمين للمخرجين السوري نجدت أنزور والإيراني أمير داسارجر، كما تعقد مجموعة ندوات تتناول دور السينما في دعم النضال الميداني للمقاومة في ميدان المواجهة.

 

المساهمون