"أحلام ما بعد الحرب": ضوءٌ فنّي في ليبيا

21 فبراير 2022
جزء من عمل مشارك بالمعرض
+ الخط -

منذ أوّل أمس، وحتى السبت المقبل، 26 من الشهر الجاري، يقام في "قاعة ماركوم للفنون" في مدينة مصراتة الليبية معرض "أحلام ما بعد الحرب: رؤوس وأبجدية الشوارع" للفنان التشكيلي الليبي عدنان معيتيق (1968). تنظيم معرض في ليبيا اليوم يُعتبر حدثاً في ذاته، نظراً لما عرفته البلاد من تقلّبات سياسية وأمنية.

حول تبلور مشروع هذا المعرض، يقول الفنّان الليبي في حديث إلى "العربي الجديد": "المعرض بمثابة احتجاج على نتائج ما بعد 'الثورة'، أي أنه تعبير عن عدم رضا على أكثر من عشر سنوات في ليبيا وما أصابها من تشويه هو نتيجة خيارات أصحاب المصالح الضيّقة الذين اعتلوا مناصب الدولة وتمكّنوا من السيطرة على مفاصلها والتحكّم بمقدراتها، ممّا انعكس سلباً على كل مناحي الحياة. أطرح هذا التصوّر ضمن قالب فنّي جديد بالنسبة إلى تجربتي الفنية، حيث أقوم باستعمال الأبيض والأسود كمناخ مونوكرومي مع القليل من لون الدم، الأحمر، للإشارة لما أُهدر من أرواح في ليبيا خلال السنوات الماضية".

يضيف معيتيق متحدّثاً عن موقع معرضه الجديد ضمن مسيرته، بعد خمس سنوات من غيابٍ على صعيد المعارض الفردية: "أعتقد أن هذا المعرض خطوة ستبعدني عن مناخات الرسم الصخري ومراحل رسم أيقونة الثيران. إذن، هو منطلق تجربة جديدة أكثر تحرّراً من السابق ورحلة بحث جديدة إلى مواطن أخرى لم تصلها فرشاتي ولا رؤيتي الفنّية في السابق". 

عدنان معيتيق

سألنا ضيفنا: معرضٌ تشكيلي في ليبيا في السنوات الأخيرة أمرٌ نادر؛ من هذه الزاوية ما الذي يعنيه لك هذا المعرض؟ يجيب: "فعلاً، هو أمرٌ نادر لعلوّ أصوات القُبح والقتل والحروب والدمار وهي عوامل تهجّر الفنون والثقافة بسبب عدم توفّر شروط وجودها، فتبقى كامنة في أرواح مبدعيها إلى حين".

وحول نظرته إلى مجمل مشهد الفنّ التشيكيلي الليبي في السنوات الأخيرة، يقول معيتيق: "الإنتاج التشكيلي الليبي موجود ولكنّ ظروف عرضه غير متوفّرة، من عدم استقرار سياسي وأمني وغياب البنية التحتية من قاعات وصالات مخصصة للمعارض التشكيلية، ولم تبقَ إلّا فضاءات أقلّ قدرة على إضاءة المادّة الفنية، ولو أنه من الجدير الذكر بأنه في الفترة الأخيرة بدأت تظهر بعض القاعات والمؤسّسات الخاصة التي تُعنى بالفنون التشكيلية والثقافة وإن كانت بأضيق حدود".

 

المساهمون