الأوبئة وتجارة الرقيق.. الشيطان الأصفر والرجل الأبيض

11 مايو 2020
(مقطع توضيحي لوضع العبيد داخل سفن تجارة الرقيق)
+ الخط -

يتيح موقع "منشورات جامعة يال" بضع صفحات مجانية لتقليب الكتاب الصادر حديثاً تحت عنوان "الشيطان الأصفر للحمى" للباحث الكوبي مانويل بارثيا أستاذ التاريخ في "جامعة ليدز"، ورغم أنها صفحات قليلة لكن فيها الكثير مما يوحي بأجواء الكتاب التي لا يمكن إلا القول إنها تسرد حقائق مخيفة من تاريخ عنف الرجل الأبيض.

ليس هذا فقط، بل أنه يقدّم تاريخاً صادماً حول علاقة تجارة الرقيق بنمو المعرفة الطبية حول الأوبئة ونشرها، مستنداً إلى وثائق وأرشيف ضخم من رسائل تجار الرقيق وشهادات العبيد أمام القضاء والمذكرات واليوميات التي يعود بعضها إلى نهايات القرن السابع عشر.
يقول بارثيا إن تجارة الرقيق في أوروبا وأميركا شهدت ممارسات عدّة حيث تمّ الإتجار بالأمراض إلى جانب الأرواح البشرية، ويستكشف بارجا المعركة التي دارت ضدّ المرض، حيث حارب التجار ضدّ خسارة الأرباح بينما حارب الأفارقة المستعبدين من أجل البقاء على قيد الحياة.

وعلى الرغم من أن الجهود المبذولة للسيطرة على الأمراض ووقف انتشار الأوبئة بين الرقيق لم تحقق نجاحًا كبيرًا، إلا أن المعرفة الطبية التي تولّدت من تجارب الناس أنفسهم على جانبي النزاع ساهمت في التغيير الهائل في الثقافات الطبية في العالم الأطلسي، وفقاً للكاتب.

نجد في الكتاب وصفاً للسفن التي كانت تحمل الرقيق والتجار المصابين بوباء ما، كالحمى الصفراء أو غيرها، وقد تحوّلت إلى مركّب للموت وأداة للقتل، ويعيد المؤلف تقديم شهادات مروّعة وقعت على متن هذه السفن، مارس فيها التجار أبشع أشكال العنف لكي يبقوا هم على قيد الحياة ويستفيدوا من آخر عبد على السفينة بأي شكل كان حتى وإن كان ذلك بتناول كبده.

يذكر أن بارثيا نشر على نطاق واسع أبحاً حول تاريخ مقاومة العبيد وتمرّدهم وحول نقل المعرفة خلال الحروب في غرب أفريقيا إلى الأميركيتين، مع تركيز الخاص على البرازيل في القرن التاسع عشر وكوبا، كما أنه كتّب عدّة مقالات في "الجزيرة نت" الإنكليزية.

المساهمون