"توبوس" معاذ الآلوسي: مقاومة الخراب وذاكرة المعماري

15 نوفمبر 2017
(بغداد عام 1918)
+ الخط -
تآلف أهل العراق مثل غيرها من البلدان التي خضعت للحكم التركي، على استعمال مفردة "طابو" للإشارة إلى صك تملّكهم للعقار، وقد عاد بها الباحث والمعماري العراقي معاذ الآلوسي (1938) إلى جذرها اليوناني لتكون عنوان كتابه الجديد "توبوس: حكاية مكان وزمان" الصادر حديثاً عن "منشورات الجمل" في بيروت.

عند السادسة والنصف من مساء اليوم الأربعاء يوقّع الآلوسي مؤلّفه الجديد في "غاليري الأورفلي" في عمّان، والذي يتناول تخطيط منطقة الكرخ (الجزء الغربي من بغداد) عبر البحث في أثر مجموع المخطّطات والقرارات التنظيمية على البنية الاجتماعية للمدينة، وانعكاساتها على حياة الناس وأفكارهم ومشاعرهم.

درس الباحث العمارة في جامعة "الشرق الأوسط" في أنقرة، ليعود منها إلى بغداد عام 1961، ويصمّم عشرات المشاريع، منها "اتحاد نقابات العمال" (1974) ومسجد الدولة الكبير (1982) في العراق، والقصر الرئاسي في الكونغو، و"مركز صلالة الثقافي" في عُمان، و"مركز الدراسات المصرفية" في الكويت.

ابتدأ الآلوسي مشواره في الكتابة عبر التنقيب في ماضي العمارة العراقية والعربية، فأصدر "يوميات بصرية لمعمار عربي" (1983)، وضع فيه رؤاه لعمارة الأقواس بالعودة إلى أصولها البابلية والآشورية، كما أسّس في تلك الفترة "ورشة الحداثة المعمارية والثقافية" التي ضمّت أبرز المعماريين العراقيين مثل رفعت الجادرجي (1926).

ثمّ نشر كتابه "نوستوس ــ حكاية شارع في بغداد" (2012) الذي يضمّ قصصاً وحكايات للحظات من ذاكرة العمارة العراقية ومن تجاربه الشخصية، ورحلاته التي أبعدته عن العراق لسنوات، ومن خلال روايته لإعادة تخطيط منطقة صوب الكرخ، يطرح تساؤلات أعمق حول هوية المعمار وتجاوز أنماط متناقضة في المكان نفسه، والعشوائئات التي تؤّسس "مدن الصدفة، بحسب تعبيره، وصولاً إلى ارتباط ذلك كله بنمط الحياة الاستهلاكي.

في "توبوس: حكاية زمان ومكان" يكمل ما بدأه في كتابه السابق، جاعلاً من تجربته الشخصية، مدخلاً إلى الذاكرة الجماعية الثقافية والعمرانية في البلاد، في سعي منه إلى "التمسّك بماضٍ جميل في مقاومة قوى الخراب التي عبث بمدينته، وخرّبت أنسجتها ذات المقاسات الإنسانية وشوّهتها، وما زالت تعمل على تحويل المكان العراقي إلى جحيم"، كما يدوّن الكاتب سهيل سامي نادر على غلاف الكتاب.

المساهمون