عن موسم الانتخابات العراقية

01 ابريل 2018
+ الخط -
مع بدء العد التنازلي لموعد فتح صناديق الاقتراع في العراق لاختيار البرلمان الثالث والحكومة الرابعة بالبلاد منذ عام 2003، بدأت تنهال عشرات طلبات (الصداقة) على مواقع التواصل الاجتماعي من "فيسبوك" و"تويتر" وغيرها من قبل بعض المرشحين لتلك الانتخابات، ليس لي شخصياً فحسب، وإنما لشخصيات إعلامية واجتماعية معروفة في العراق، بعض المرشحين هم أصلا في العملية السياسية فازوا في دورات سابقة، ومنهم جدد على الساحة السياسية.

شخصياً لم أفضل يوماً متابعتهم أو أن يتابعوني لأني أعلم مسبقاً غايتهم وعلى دراية بالحرفة التي أجادوها منذ الاحتلال ولغاية اليوم، وهي تخدير الناس وخداعهم بالشعارات والوعود لا أكثر.


فمنذ عام 2003 وليومنا هذا لم يشهد العراق تحسناً أمنياً أو اقتصادياً، بل على العكس، يسير البلد من سيئ إلى أسوأ رغم تعاقب الحكومات السابقة والحالية بسبب الأحزاب المهيمنة على مقاليد الحكم، وفي كل موسم انتخابي يبدأ المرشحون من قبل تلك الأحزاب بدورة حياتهم بين الأحياء السكنية الفقيرة وهم يوزعون المواد الغذائية والبطانيات مع ابتسامة ملائكية يرافقها هالة نور دينية تكسو الوجه وتعلو وجوههم طيلة فترة الدعاية الانتخابية ما يوهم الناخب بأن هذا المرشح، هو من سوف ينتشله من واقعه المرير المزري، وهذا حال أغلب المجتمعات العربية حيث يتم استغلال سذاجة وطيبة الناس الفقراء بإسناد من وسائل الإعلام ألتي باتت أدوات بأيدي الأحزاب السياسية، فغالبية تلك الأحزاب تمتلك وسائل إعلام سمعية ومرئية ومقروءة مؤثرة على الشارع العراقي.

وبمجرد فوز المرشح ووصوله إلى دكة الحكم تتحول وجهته 180 درجة مئوية باتجاه الحزب الذي ينتمي إليه، متناسياً الفقراء والمحرومين من أبناء الشعب الذين وعدهم بتحسين أحوالهم المعيشية بعد فوزه.

ماذا قدم المرشحون السابقون الذين قاموا بإغرائنا في مواسم سابقة، وماذا سيقدم المرشحون اللاحقون لهذا البلد؟!
20C127EC-6E06-4C03-A37C-B5DB5D38EE63
20C127EC-6E06-4C03-A37C-B5DB5D38EE63
قاسم العلي

صحافي عربي أولاً، وعراقي ثانياً. عمل في وسائل إعلام عربية وعراقية مختلفة. يقول: "بداية التغير الحقيقة عندما تغلق أسواق بيع الأقلام والذمم".

قاسم العلي