يعرف ست لغات ولغة الإشارة وطردتُه

02 مايو 2017
+ الخط -
بدعوة من إحدى الوزارات السورية، جاء خبير إنكليزي إلى دمشق. وبدقة المواعيد المتناهية التي يشتهر بها الإنكليز، وصل إلى باب الوزارة في الموعد المحدد.

ولكن، يبدو أن الموظف المختص باستقبال الخبير لم يُبْلِغْ عنصرَ الاستعلامات بالموعد، ويبدو، كذلك، أن عامل الاستعلامات قد تناول، في ذلك اليوم، صحناً من الفول بزيت، مع فحل بصل أبيض كبير، في مطعم ‏"بوز الجدي‏"‏، فأثَّرَ ذلك سلباً على مستوى فهمه، وتفكيره، وإدراكه، ومرونته، ولباقته، إذ أنه انتظر حتى فرغ الخبير الضيف من كلامه، وقال له:

- ما فهمت.

فاعتقد الضيف أن الفتى لا يجيد الإنكليزية، فأعاد عليه الكلام بالألمانية. وحينما أوحى له بأنه لا يفهم الألمانية، جرب الفرنسية، فالإسبانية، فالروسية، فالإيطالية، دون جدوى.  

تقمّص الضيف شخصية شارلي شابلن وبدأ يتحدث مع عامل الاستعلامات بلغة الإشارة. ضجر منه الموظف وصاح به: 

- ولك خلص خيو، حل عن طيزنا بقى!

فانصرف الخبير مخذولاً، عائداً إلى الأوتيل الذي يقيم فيه على حساب الوزارة السورية. وأما عامل الاستعلامات فقد انفلت بالضحك حينما وصل أحدُ زملائه الموظفين، وقال له:

- بيقولوا لك إن العلم ينفع الإنسان في حياته. ولكن هذا الكلام مو صحيح. بدليل أنه في واحد أجنبي أجا لهون قبل شوي، بيعرف ست لغات، وبيعرف يحكي، كمان، لغة الخرسان، وكل هالعلوم ما نفعتوا في الدخول إلى الوزارة!

دلالات
خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...