ملف| واجبنا تجاه أحرار وشرفاء العالم (34)
إنّ أحرار وشرفاء العالم الذين يدافعون عن القضايا العربية والإسلامية لهم في أعناقنا دين وواجب يستحق الأداء. وواجبنا تجاههم هو تقديم الدعم المادي والمعنوي، وتوفير الحماية لهم، وفتح منابر إعلامية يستطيعون من خلالها نشر أفكارهم والدفاع عن القضايا العربية، وتصحيح صورة الإسلام في أذهان الغربيين.
كثر هم الشرفاء والأحرار الذين دافعوا عن القضايا العربية والإسلامية ودافعوا عن الفلسطينيين بصفة خاصة. ويكفينا هنا أن نعرض بعض الشخصيات التي دافعت عن الحقوق العربية المهضومة.
ومن هؤلاء الأحرار، المواطنة وناشطة السلام الأميركية راشيل كوري، التي عاشت ما بين 10 إبريل/ نيسان 1979 و16 مارس/آذار 2003. كانت راشيل عضوة في حركة التضامن الدولية (ISM)، وسافرت إلى قطاع غزّة أثناء الانتفاضة الثانية، لتُقتل بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم منازل الفلسطينيين في مدينة رفح.
والطريقة التي قُتلت بها راشيل كوري هي دليل دامغ على الوحشية والهمجية الإسرائيلتين في التعامل مع الأبرياء العزّل المدافعين عن حقوق الإنسان. وذكراها ينبغي أن توّثق، وأن تُخلّد تذكيراً للأجيال القادمة بالجرائم الوحشية الإسرائيلية ضد البشر، وضد كلّ مظهر من مظاهر الحياة.
ذكرى راشيل كوري ينبغي أن توّثق، وأن تُخلّد تذكيراً للأجيال القادمة بالجرائم الوحشية الإسرائيلية ضد البشر، وضد كلّ مظهر من مظاهر الحياة
ومن هؤلاء الشرفاء والأحرار أيضا، هناك ناشط السلام البريطاني توم هرندل، الذي قُتل بتاريخ 13 يناير/ كانون ثاني 2004م، والذي كان عضوًا في حركة التضامن الدولية (ISM). وقد لقي مصرعه أثناء قيامه بالتظاهر في مدينة رفح ضد ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وذلك إثر إصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جندي إسرائيلي.
وبحسب روايات شهود العيان، فقد أصيب هرندل عندما كان يحاول استخدام جسده درعاً لحماية مجموعة من الأطفال الفلسطينيين من نيران قوات الاحتلال.
ومن الشخصيات التي يجب أن نحتفي بها وبمواقفها، المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، المعروف بمواقفه وانتقاداته الحادة للسياسة الخارجية الأميركية، والذي ندّد كثيرًا بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. والمخرج الأميركي مايكل مور، وهو مؤلف وناشط سياسي ومخرج حائز على جائزة الأوسكار. وقد عُرف مايكل مور بصراحته وجرأته ورؤيته الناقدة للعديد من القضايا كالعولمة وحرب العراق وسيطرة الشركات العملاقة وجماعات العنف المسلحة.
وهناك أيضًا كبير أساقفة كانتربري وزعيم الكنيسة الانغليكانية، الكنيسة الرسمية لإنكلترا، روان ويليامز، الذي أثار جدلًا كبيرًا في بريطانيا في وقت سابق، عندما طالب بإدخال بعض التعديلات المستمدة من الشريعة الإسلامية على القوانين البريطانية لخدمة المسلمين في بريطانيا.
وأيضًا، النائب البريطاني جورج غالاوي، الذي عارض الحرب على العراق، وقاد قافلة شريان الحياة لرفع الحصار عن شعب فلسطين في غزّة بالمشاركة مع نواب من تركيا، والقافلة كانت تحمل مساعدات وأدوية وسيارات وتعرّضت لمضايقات كثيرة، وذلك في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2009 وبداية يناير 2010.
المطلوب منّا أن نساند الشخصيات الحرّة التي دعمت القضية الفلسطينينة وأن ندعمهم ونثني على مواقفهم الإنسانية
ومن الشخصيات التي يجب أن نحتفي بها ونذكر بمواقفها الراحلة عميدة المراسلين في البيت الأبيض هيلين توماس، التي لم يشفع لها تاريخها الطويل في العمل الصحافي، وأجبرت على تقديم استقالتها عقاباً لها على تصريحات قالت فيها إنّ حل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي يتطلب جلاء اليهود عن فلسطين وعودتهم إلى البلاد التي جاءوا منها.
والحل الذي اقترحته هيلين توماس يعبّر عن حقيقة تاريخية لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يشكّك فيها، ولكن الحل الذي يطالب به الجميع في الوقت الراهن هو وقف العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزّة منذ أكثر من 100 يوم.
وهناك الكثير من المشاهير والمؤثرين الذين تضرّروا مؤخرًا نتيجة مواقفهم الداعمة لفلسطين، ومنهم الممثلة المكسيكية ميليسا باريرا، والممثلة الحائزة على جائزة أوسكار سوزان سارندون، والصحافية جازمين هيوز، والناشطة الفرنسية ذات الأصول الفلسطينية ريما حسن، واللاعب الهولندي ذو الأصول المغربية أنور الغازي، والصحافية الفلسطينية زهراء الأخرس، وغيرهم الكثير. والمطلوب منّا من أن نساندهم وندعمهم ونثني على مواقفهم الإنسانية، وعلى دعمهم للقضية الفلسطينية.
ما يقوم به هؤلاء وأمثالهم من الدفاع عن قضايانا التي عجزنا عن الدفاع عنها، وعن حقوقنا التي فشلنا في استرداها، يستحق أكثر من ذلك.