02 سبتمبر 2024
ملحمة السجين السوري
في جلسة "الإمتاع والمؤانسة" التي عُقدت في منزل ابن بلدنا "أبو نبهان" بمدينة أنطاكية التركية أوضح لنا الأستاذ كمال أنه لم يكن يريد بحديثه السابق عن الوضع المريح للسجناء في تركيا مديحَ الحكومة التركية الحالية.
قال:
قال:
- نحنا هون عم نحاول نلقي الضوء على ما أنجزته (الدولة) التركية في مجال حقوق الإنسان خلال حوالي مئة سنة (أي: منذ إعلان الجمهورية في سنة 1923)، ولعلمكم فإن القانون التركي الساري المفعول حتى هذه اللحظة يَمنع أيَّ رجل من أن يدخل إلى القاضي الشرعي ويقول له أنا ولي أمر هذه الفتاة المخطوبة وقد وافقتُ على تزويجها من فلان.
بموجب القانون لازم الفتاة المخطوبة تدخل هيّ وخطيبا ويعلنوا قدام القاضي أنهن متفقين ع الزواج، وهني بكامل الإرادة والأهلية القانونية. كمان، على علمي، في كتير مساعدات بتقدمها الدولة التركية للأسر الفقيرة، بموجب القانون، وخصوصاً طلاب المدارس، أنا سمعت من بعض الأصدقاء الأتراك أن المرأة التركية اللي عندها ولد معاق، بتخصص لها الحكومة راتبين، واحد للمعاق وواحد لها، وهي اللي بتستلم الراتبين.
قال العم أبو محمد: هاي القصص ما بتنتهي. خلونا إذا سمحتوا بسيرة السجن. أنت، يا أستاذ كمال، حكيت عن زيارات دورية للسجين التركي من طرف عيلتو، وإنو هوي كمان بياخد إجازة كل شهرين بيمضيَّا مع أهلو في البلد اللي عايشين فيها. بتحب قلك شغلة؟ أنا بعرف أنك صادق، لكن الكلام اللي عم تحكيه ما بيتصدق.
قلت: يا عمي أبو محمد، كل شي حكاه الأستاذ كمال عن معاملة السجناء صحيح. وحتى نستكمل الموضوع ونغنيه بدي قول إن إخواننا المصريين عملوا من زمان فيلم عنوانه "كلمة شرف" بطولة فريد شوقي ونيللي وإخراج حسام مصطفى، بيطرح معاناة السجين وعيالو خلال المدة الطويلة اللي بيمضيها في السجن، وإنو لازم السجين ياخد إجازة يمضيا في البيت حفاظاً على تماسك الأسرة. لأن الزوجة ممكن تطلب الطلاق في بعض الأحيان وتروح تتجوز واحد تاني، والولاد بيفلتوا في الشوارع، وممكن ينحرفوا.
قال أبو زاهر: هاد كلام كويس، وأنتوا هون عم تحكوا عن السجن المصري الجنائي، يعني تبع الأحكام العادية. هناك، في مصر، السجين العادي الجنائي بيعرف قديش المدة اللي راح يبقى فيها مسجون، خلينا نقول عشر سنين، مثلاً، ولما زوجته بتعرف وبتدرك إني المدة طويلة، وإنو السجين ما إلو إجازة، وإنو راح ينقطع التواصل الجنسي اللي بينهُنْ، ممكن ما تتحمل فكرة البقاء بلا رجل، وتطلب الطلاق. وأنا شخصياً ببصم للمرأة اللي بتطلب الطلاق في هيك حالة بالعشر أصابع على أنه هادا حقها الطبيعي. أما السجن السوري الأسدي، اللي أنا دَخَلْتُو، فهوي السجن الناجم عن محاكم أمن الدولة.. وهادا عبارة عن ملحمة رهيبة.
بتعرفوا حكاية حكمت محسن لما سألوه من وين بتجيب حكايات وبتكتبها تمثيليات للإذاعة؟
قال الأستاذ كمال: أظن أن أغلب الحاضرين ما بيعرفوها.
قال أبو زاهر: يا سيدي كان يكتب تمثيليات إذاعية كتيرة، وهوي كان يشتغل منجد لحف. مرة واحد سألو (من وين بتجيب كل هالحكايات يا أبو رشدي؟) فقال شوف هدول الناس اللي مارقين قدام الدكان، هدول كل واحد منهم حكاية قائمة بذاتا. هلق أنا بدي عَدّلْ كلام حكمت محسن وقول إنو كل سجين سياسي سوري عبارة عن (ملحمة قائمة بذاتها).
قال أبو جهاد: بما أنو حضرتك موجود بيناتنا، يا ريت تحكي لنا عن ملحمتك، أو عن ملاحم الأشخاص اللي انسجنوا معك.
قال: حاضر. سأفعل.
وللحديث صلة..
بموجب القانون لازم الفتاة المخطوبة تدخل هيّ وخطيبا ويعلنوا قدام القاضي أنهن متفقين ع الزواج، وهني بكامل الإرادة والأهلية القانونية. كمان، على علمي، في كتير مساعدات بتقدمها الدولة التركية للأسر الفقيرة، بموجب القانون، وخصوصاً طلاب المدارس، أنا سمعت من بعض الأصدقاء الأتراك أن المرأة التركية اللي عندها ولد معاق، بتخصص لها الحكومة راتبين، واحد للمعاق وواحد لها، وهي اللي بتستلم الراتبين.
قال العم أبو محمد: هاي القصص ما بتنتهي. خلونا إذا سمحتوا بسيرة السجن. أنت، يا أستاذ كمال، حكيت عن زيارات دورية للسجين التركي من طرف عيلتو، وإنو هوي كمان بياخد إجازة كل شهرين بيمضيَّا مع أهلو في البلد اللي عايشين فيها. بتحب قلك شغلة؟ أنا بعرف أنك صادق، لكن الكلام اللي عم تحكيه ما بيتصدق.
قلت: يا عمي أبو محمد، كل شي حكاه الأستاذ كمال عن معاملة السجناء صحيح. وحتى نستكمل الموضوع ونغنيه بدي قول إن إخواننا المصريين عملوا من زمان فيلم عنوانه "كلمة شرف" بطولة فريد شوقي ونيللي وإخراج حسام مصطفى، بيطرح معاناة السجين وعيالو خلال المدة الطويلة اللي بيمضيها في السجن، وإنو لازم السجين ياخد إجازة يمضيا في البيت حفاظاً على تماسك الأسرة. لأن الزوجة ممكن تطلب الطلاق في بعض الأحيان وتروح تتجوز واحد تاني، والولاد بيفلتوا في الشوارع، وممكن ينحرفوا.
قال أبو زاهر: هاد كلام كويس، وأنتوا هون عم تحكوا عن السجن المصري الجنائي، يعني تبع الأحكام العادية. هناك، في مصر، السجين العادي الجنائي بيعرف قديش المدة اللي راح يبقى فيها مسجون، خلينا نقول عشر سنين، مثلاً، ولما زوجته بتعرف وبتدرك إني المدة طويلة، وإنو السجين ما إلو إجازة، وإنو راح ينقطع التواصل الجنسي اللي بينهُنْ، ممكن ما تتحمل فكرة البقاء بلا رجل، وتطلب الطلاق. وأنا شخصياً ببصم للمرأة اللي بتطلب الطلاق في هيك حالة بالعشر أصابع على أنه هادا حقها الطبيعي. أما السجن السوري الأسدي، اللي أنا دَخَلْتُو، فهوي السجن الناجم عن محاكم أمن الدولة.. وهادا عبارة عن ملحمة رهيبة.
بتعرفوا حكاية حكمت محسن لما سألوه من وين بتجيب حكايات وبتكتبها تمثيليات للإذاعة؟
قال الأستاذ كمال: أظن أن أغلب الحاضرين ما بيعرفوها.
قال أبو زاهر: يا سيدي كان يكتب تمثيليات إذاعية كتيرة، وهوي كان يشتغل منجد لحف. مرة واحد سألو (من وين بتجيب كل هالحكايات يا أبو رشدي؟) فقال شوف هدول الناس اللي مارقين قدام الدكان، هدول كل واحد منهم حكاية قائمة بذاتا. هلق أنا بدي عَدّلْ كلام حكمت محسن وقول إنو كل سجين سياسي سوري عبارة عن (ملحمة قائمة بذاتها).
قال أبو جهاد: بما أنو حضرتك موجود بيناتنا، يا ريت تحكي لنا عن ملحمتك، أو عن ملاحم الأشخاص اللي انسجنوا معك.
قال: حاضر. سأفعل.
وللحديث صلة..