29 ديسمبر 2019
ملاحظات حول الوجود في الغرب
- تسخيف العلاقة بين الفرد الغربي الحديث عموماً، والفرد الألماني خصوصاً، والحيوانات. والسخرية من المشاعر المُتكوِّنة بين كلب وصاحبه، أو قطَّة وصاحبتها مثلاً، وتصغيرها وتحقيرها. هذه ذكوريَّة طفوليَّة مُنتشِرة في أوساط بعض الأجانب والعرب، وتنمُّ عن عدم معرفة بالسياقات الاجتماعيّة المختلفة، ونمط الحياة الغربي الحديث المختلف. فضلاً عن رؤيّة مُتسيَّدة للطبيعة، وعلى الحيوانات، وبأنّ الإنسان هو مركز الكون. في حين، ثمَّة تياراتٌ غربيَّةٌ ترى الإنسان مُحايثاً للحيوان، وليس مُتسلِّطاً عليه، مع نقد عميق لنرجسيّة الكائن البشري الحي، هذا اتجاه في التفكير، ونمط حياة موجود في الغرب.
- وصف الألمان بأنهم "بخلاء"، وهذا أيضاً حكم قيمة تعميمي وتبسيطي يصدر من كثير من الناس، كالقول: "شعب مو كريم يا أخي". في حين، التدبير المالي، وحساب الفائض المالي، والقدرة على البذل والعطاء، هو جزء أساسي في حياة كثير من الناس هنا. الكرم بالمفهوم الغربي، هو القدرة على البذل من الفائض. وثقافة الضيافة تتأسَّسُ بالدرجة الأولى على القدرة على الضيافة من عدمها. أمّا حاتم الطائي الذي ذبح حصانه من أجل الضيوف، فهذا شيء غير موجود هنا. الدولة الألمانية كريمة بالمناسبة، وتدفع لكورسات وصفوف اللغة، وتقدِّم دعماً جيداً للقادمين الجدد، وتدفع رواتب للعاطلين عن العمل. في المجتمع الغربي الحديث، كلّما بخل الفرد، زاد كرم الدولة العموميّة. ثمّ الفرد الذي يدفع حوالي نصف راتبه من أجل الضرائب، أليس كريمًا؟
- وصف النكتة الألمانية بأنها "بايخة"، يا عمّي، يكفي هذا الهراء. النكتة ومعناها مرتبطان ارتباطاً عميقاً بالسياق الاجتماعي الثقافي للنكتة. ما يجعل النكتة نكتة، هو الاتفاق الاجتماعي حول معناها. كثير من النكت الألمانية، فعلاً، لا أراها مضحكة. وكثير من نكاتنا (وخصوصاً الجنسية) تعتبر بالنسبة لهم "مو بس غير مضحكة"، بل مخيفة ومأساوية.
- نوعيّة القضايا التي ستكون مطروحة في مجتمع فيه طبقة وسطى واسعة، ودولة عمومية قويّة، وعلمنة في الفضاء العام، واستقرار ديمقراطي، وحرية امرأة، أكيد ستكون مختلفة من نوعية القضايا المطروحة في مجتمعات فيها هتاف "بالروح بالدم، نفديك حافظ بشار الأسد". ومن الخطأ الحكم على جديّة قضيّة من خلال قضيّة أخرى. قضيّة مثل تبنّي المثليين للأطفال، هي في محور النقاش الغربي والألماني. وقضيّة الاستبداد والديمقراطيّة هي في محور اهتمامنا ونضالنا، لا قضاياهم تافهة ولا قضايانا، وكل واحد يخوض الصراع في سياقه.
- وصف الألمان بأنهم "بخلاء"، وهذا أيضاً حكم قيمة تعميمي وتبسيطي يصدر من كثير من الناس، كالقول: "شعب مو كريم يا أخي". في حين، التدبير المالي، وحساب الفائض المالي، والقدرة على البذل والعطاء، هو جزء أساسي في حياة كثير من الناس هنا. الكرم بالمفهوم الغربي، هو القدرة على البذل من الفائض. وثقافة الضيافة تتأسَّسُ بالدرجة الأولى على القدرة على الضيافة من عدمها. أمّا حاتم الطائي الذي ذبح حصانه من أجل الضيوف، فهذا شيء غير موجود هنا. الدولة الألمانية كريمة بالمناسبة، وتدفع لكورسات وصفوف اللغة، وتقدِّم دعماً جيداً للقادمين الجدد، وتدفع رواتب للعاطلين عن العمل. في المجتمع الغربي الحديث، كلّما بخل الفرد، زاد كرم الدولة العموميّة. ثمّ الفرد الذي يدفع حوالي نصف راتبه من أجل الضرائب، أليس كريمًا؟
- وصف النكتة الألمانية بأنها "بايخة"، يا عمّي، يكفي هذا الهراء. النكتة ومعناها مرتبطان ارتباطاً عميقاً بالسياق الاجتماعي الثقافي للنكتة. ما يجعل النكتة نكتة، هو الاتفاق الاجتماعي حول معناها. كثير من النكت الألمانية، فعلاً، لا أراها مضحكة. وكثير من نكاتنا (وخصوصاً الجنسية) تعتبر بالنسبة لهم "مو بس غير مضحكة"، بل مخيفة ومأساوية.
- نوعيّة القضايا التي ستكون مطروحة في مجتمع فيه طبقة وسطى واسعة، ودولة عمومية قويّة، وعلمنة في الفضاء العام، واستقرار ديمقراطي، وحرية امرأة، أكيد ستكون مختلفة من نوعية القضايا المطروحة في مجتمعات فيها هتاف "بالروح بالدم، نفديك حافظ بشار الأسد". ومن الخطأ الحكم على جديّة قضيّة من خلال قضيّة أخرى. قضيّة مثل تبنّي المثليين للأطفال، هي في محور النقاش الغربي والألماني. وقضيّة الاستبداد والديمقراطيّة هي في محور اهتمامنا ونضالنا، لا قضاياهم تافهة ولا قضايانا، وكل واحد يخوض الصراع في سياقه.