كفيل سعودي يقول نعم للأسد

21 ديسمبر 2017
+ الخط -
روى لي الصديق المهندس ماهر حميد حكاية جميلة تُلَخِّصُ حالةَ الخوف التي يحملها السوريون من بطش مخابرات الأسد، وكيف أن الخوف يبقى معششاً في نفوسهم حينما يعيشون خارج سورية.

قال ماهر: في الاستفتاء الرئاسي الثاني على الوريث بشار الأسد 2007، أقامت السفارة السورية في المملكة العربية السعودية مركزاً انتخابياً في فندق شيراتون بالمدينة المنورة.

كان ثمة شبان سوريون موظفون في إحدى المؤسسات السعودية يجهزون أنفسهم للذهاب إلى المركز، وأثناء ذلك كانوا يشرحون لبعضهم العواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على الامتناع عن ممارسة الاستفتاء.


الأول: يا شباب، ترى سمعنا أنهم عاملين غرفة سرية، ولكن انتبهوا، أوعوا.. لا تدخلوا عليها، لأنهم عم يسجلوا أسماء يلي بيدخلوا الغرفة السرية، لأن اللي بيدخل ممكن يقول (لا) للقائد.

الثاني: أنا سمعت أنهم حاطين علامات سرية على الأوراق، اللي بيكتب ‏(‏لا)‏ بيكشفوه بسرعة، حتى لو ما دخل الغرفة السرية.

الثالث: اترك من إيدك يا سليم، أخَّرْتنا. يا زلمة، هاد الحقير ممدوح قديش منافق! قال آخد معو بوكيه ورد عالمركز الانتخابي.

الرابع: لك وينه أبو محمود؟ تأخر. كأنه مو سائل على حالو! في الأيام إذا رجع على سورية راح يلاقي التقرير سابقه.

الأول: يا زلمة، والله عم يخطر على بالي ما روح أنتخب.

الثاني: له له. شو عم تحكي؟ ولك إذا مو خايف على حالك هون خاف على أهلك اللي في البلد. بيجوا المخابرات وبيضايقوهم.

الرابع: يالله يا سليم. هلكتنا. اتروك من ايدك خلينا نمشي.

المهم، الشباب اعتذروا من كفيلهم السعودي قائلين:
- سامحنا يا أبو أحمد، أنت تعرف البير وغطاه، بدنا نتركك لحالك ساعة زمان، شي نثبت وجودنا في مركز الاستفتاء ونرجع.

وتحرك الموكب. وعندما وصلوا عند باب المحل، ناداهم كفيلهم أبو أحمد:
- يا شباب. إذا تحبوا أنا أروح انتخب وياكم. حتى ما يسألوكم: ‏‏ليش كفيلكم ما انتخب‏؟!
قالها الكفيل وهو يضحك بعذوبة.
خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...