حكايتان عن الكلاب
من بواكير إبداعات صديقي الأديب الراحل تاج الدين الموسى قصة تحمل عنوان "الكلاب"، وهي قصة رمزية شفيفة، تشير، بطريقة فنية مدهشة، إلى أن رجال المخابرات السوريين ليسوا أكثر من كلاب.
وقد اسْتُدْعِيَ تاج، على إثر نشر القصة في مجموعته القصصية الأولى، أكثر من مرة إلى الفروع الأمنية، ليُسأل، عمن يقصده بالكلاب؟.. فكان يقول، ويصر على القول، إنه يعني الكلاب العادية، وبالأخص الجعارية ذات الأذنين المقطوشتين التي تأكل العظام، وتعوي ليلاً في الشوارع، وتتحسس من أضواء السيارات، وتعض مَن يقترب منها، فلا يقتنعون، ولكنهم، في المحصلة، يُخلون سبيله، معتبرين أنهم، باستدعائه وجرجرته ووضعه في موقف السين والجيم، قد أهانوه، وأما هو فكان يَعْتبر أن الإهانة التي وجهها إليهم، حينما شبههم بالكلاب، تشبه الوشم الذي ينزل مع الإنسان إلى القبر، ولا يمكن إزالته إبان الحياة!
الحكاية الثانية: عيشة الكلاب
مثل الكهل السوري المعارض في حضرة المحكمة الألمانية التي تستجوب اللاجئين قبل منحهم الحق في الإقامة على الأراضي الألمانية بقصد "الحماية" سألته القاضية: كيف كنتم تعيشون في سورية؟
تمتم الكهل بحنق: عيشة الكلاب.
فهتفت القاضية: أوه. عظيم. يعني أنكم تعيشون عيشة ممتازة!
وسرعان ما انتبه الكهل للخطأ الذي ارتكبه، فقال لها:
- طولي بالك يا أختي. أقصد أننا نعيش عيشة الكلاب السورية وليس الألمانية!