02 سبتمبر 2024
جدود الأسد منعوا سقوط بغداد
أقر الحاضرون في جلسة الإمتاع والمؤانسة بأن الصحافي إبراهيم الذي التقاه أبو زاهر في سجن صيدنايا ذات يوم إنسان شجاع، ويستحق من المجتمع السوري كل الاحترام والتقدير.
قال كمال: أنا قلتْ لكم إنُّه الصحافي إبراهيم مو شجاع من باب الإثارة والمماحكة. وإذا بدكم الرأي الصواب؛ سورية المحكومة بسلالة حافظ الأسد كانت سياستها الأمنية بتعتمد على الترهيب الشديد، والترغيب السخي، والناس تضطر للانخراط في النفاق والمديح إما خوفاً من البطش أو طمعاً ببعض الفتات، وبناء على هالشي أنا بشوف إنه كل إنسان امتنعْ عن المشاركة بهمروجات النفاق والتزلف والدبكة على الطبل شجاع.
لكن أنا، بعد أمركم، حابب أميز بين مستويات من الشجاعة. برأيي إنه الشخص اللي كان يمتثل لأوامر المخابرات ويطلع في مسيرة تأييد لحافييظ، وبعدما يمشي ميتين متر (يشمع الخيط) ويهرب شجاع، لأنه متلما بتعرفوا اللي بيضبطوه أثناء الهروب ما كانوا يرحموه، لكن هاي اسمها شجاعة في الحد الأدنى، أما الصحافي اللي كان يتهرب من مديح حافييظ فأكيد شجاع، وشجاعته تمنها غالي، وإذا ما أوصلتُه شجاعتُه للسجن، لا بد ما يتحول لصحافي مهمل، بيتعرض يومياً للكراهية والازدراء، وما بيسمحوا له يترفع أو ينشهر، وما بيسلموه أعمال صحفية بتتيح إله يلْمَعْ ويصير له اسم كبير.
قال أبو زاهر: إنته يا أستاذ كمال عم تحكي عن الشجاعة العادية، لكن برأيي إنه شجاعة الصحافي إبراهيم استثنائية.
قال أبو ماهر: معك حق، أنا كلما تذكرت قصة الإحالة الطبية تبعه بضحك، تصوروا واحد بيطلب إحالة عَ الطبيب حتى يحصل على استراحة بهدف التهرب من مناسبة الحركة التصحيحية؛ وبيكتب في حقل الأعراض إنه بيعاني من مغص وغازات، وأثناء الليل بيجفل من قوة الأصوات التي بيصدرها وهوي نائم!
ضحكنا وتابع كمال يقول: أنا ماني مفكر إلقي عليكم خطابات متل البعثيين والشيوعيين والناصريين والإخوان المسلمين، بس بدي قول إنه الشجعان السوريين ما في أكتر منهم في تاريخ البشرية، والدليل إنه مئات الألوف من المعتقلين دخلوا سجون حافييظ، وفيه مليون شهيد قتلهم الوريث المشوه بشار إما بالقصف أو تحت التعذيب، من عدا اللي تهدمت بيوتهم وهاجروا.
توقف كمال لحظة، وتابع: أنا هلق عم إنظر بطرف عيني على عمنا أبو محمد وشايف إنه بَلَّشْ يتضايق. أبو محمد متلما بتعرفوا بيفضل الحكايات على الكلام النظري والخطابات. وترى الحق معه.
قال أبو محمد: يعني راح تحكي لنا شي حكاية ظريفة؟
قال كمال: إذا الشباب بيتنازلوا لي عن حصتهم بالكلام أنا جاهز.
قال أبو الجود: إن تنازلنا لك وإن ما تنازلنا لك بدك تحكي. ع كل حال تفضل.
قال كمال: بدي إحكي لكم عن صحافي وأديب سوري اسمه "قاف"، موظف في وحدة من الصحف الحكومية التلاتة، هالصحافي كان عنده مشكلة نفسية مع العدد المتزايد من زملاؤه الصحفيين اللي بيمدحوا حافيييظ الأسد بشعر رديء أو بمقالات تافهة. "قاف" كان يكبت غيظه ويسيطر على أعصابه أثناء دوامه في الجريدة، ولما يجي المسا كان يروح على مقهى الهافانا بشارع الفردوس، ويلتقي بصديقه "عين" اللي بيشتغل بجريدة تانية من الصحف التلاتة، وبيعاني من الموضوع نفسه، ويقعدوا شي ساعتين وهني عم يتبادلوا القصص والحكايات. بيقول "عين"، مثلاً:
- اليوم الرفيق الشاعر (أبو فلان) ناترُه قصيدة لحافييظ الأسد جايبُه فيها كتاف. حاطط في القصيدة شي عشرين بطل عربي من يلي حاربوا الفرس والروم ومو تاركين فارس مقدام إلا مجندلينُه، ولا سمعانين صوت حرمة عم تستغيث إلا وصايحين فيها (لبيك يا أختاه)، وجايب لك أبو سليمان حافييظ الأسد ومْعَيّنُه أمير عليهم، والكل بقى بدهم رضى أبو سليمان.. وبيتضحك "قاف" وبيقول لـ عين:
- شاعر جريدتكم أبو فلان ما بيجي نقطة في بحر كاتب جريدتنا أبو علان، اليوم أبو علان كاتب مقالة آخدة صفحتين بنص الجريدة والبقية على الصفحة 11 عن الجذور التاريخية لنضالات جدود بيت الأسد التاريخية.. أبو علان ما بيعاني من أي شعور بالخجل أو تأنيب الضمير لما بيكتب إنه كان في واحد من جدود حافظ (بيحمل كنية تانية غير الأسد) كان في بغداد سنة 1258 ووقف في وجه المغول وكبدهم خسائر فادحة، ولولا الخيانات اللي بدرت من قادة آخرين كان الجد المذكور منع سقوط بغداد.. وبيبقى أبو علان ماشي بمقالته عبر التاريخ، وكل حرب بيحط فيها حدا من بيت الأسد، كمان بكنية تانية، لحتى يوصل لنضالات الفتى حافظ وقيادته للطلاب وهتافاته ضد الاستعمار والرجعية وحلف بغداد، وهاي المعلومة مذكورة في كتاب اليوبيل الذهبي لمدرسة جول جمال.. وبيفقد أبو علان كل أنواع الخجل لما بيعلن إنه انسحاب القوات السورية من الجولان سنة 1967 كان مقصود تكتيكياً من قِبَلْ "أبو سليمان" لأنه كان منجّر للإسرائيليين خازوق مبشمْ، كان رايدهم ياخدوا أراضي سورية ويتجمعوا فيها لحتى يليحهم هداكا الصواب في حرب تشرين 1973.
قال أبو إبراهيم: معقولة هيك كانوا يكتبوا؟
قال كمال: هني مو كاتبين متلما أنا عم إحكي تماماً، لكن بالفعل كانوا ينسجوا على هالمنوال، وهكذا، لحتى صارت شغلة خلت المخابرات يشحطوا الأستاذ قاف على فرع فلسطين.
قال كمال: أنا قلتْ لكم إنُّه الصحافي إبراهيم مو شجاع من باب الإثارة والمماحكة. وإذا بدكم الرأي الصواب؛ سورية المحكومة بسلالة حافظ الأسد كانت سياستها الأمنية بتعتمد على الترهيب الشديد، والترغيب السخي، والناس تضطر للانخراط في النفاق والمديح إما خوفاً من البطش أو طمعاً ببعض الفتات، وبناء على هالشي أنا بشوف إنه كل إنسان امتنعْ عن المشاركة بهمروجات النفاق والتزلف والدبكة على الطبل شجاع.
لكن أنا، بعد أمركم، حابب أميز بين مستويات من الشجاعة. برأيي إنه الشخص اللي كان يمتثل لأوامر المخابرات ويطلع في مسيرة تأييد لحافييظ، وبعدما يمشي ميتين متر (يشمع الخيط) ويهرب شجاع، لأنه متلما بتعرفوا اللي بيضبطوه أثناء الهروب ما كانوا يرحموه، لكن هاي اسمها شجاعة في الحد الأدنى، أما الصحافي اللي كان يتهرب من مديح حافييظ فأكيد شجاع، وشجاعته تمنها غالي، وإذا ما أوصلتُه شجاعتُه للسجن، لا بد ما يتحول لصحافي مهمل، بيتعرض يومياً للكراهية والازدراء، وما بيسمحوا له يترفع أو ينشهر، وما بيسلموه أعمال صحفية بتتيح إله يلْمَعْ ويصير له اسم كبير.
قال أبو زاهر: إنته يا أستاذ كمال عم تحكي عن الشجاعة العادية، لكن برأيي إنه شجاعة الصحافي إبراهيم استثنائية.
قال أبو ماهر: معك حق، أنا كلما تذكرت قصة الإحالة الطبية تبعه بضحك، تصوروا واحد بيطلب إحالة عَ الطبيب حتى يحصل على استراحة بهدف التهرب من مناسبة الحركة التصحيحية؛ وبيكتب في حقل الأعراض إنه بيعاني من مغص وغازات، وأثناء الليل بيجفل من قوة الأصوات التي بيصدرها وهوي نائم!
ضحكنا وتابع كمال يقول: أنا ماني مفكر إلقي عليكم خطابات متل البعثيين والشيوعيين والناصريين والإخوان المسلمين، بس بدي قول إنه الشجعان السوريين ما في أكتر منهم في تاريخ البشرية، والدليل إنه مئات الألوف من المعتقلين دخلوا سجون حافييظ، وفيه مليون شهيد قتلهم الوريث المشوه بشار إما بالقصف أو تحت التعذيب، من عدا اللي تهدمت بيوتهم وهاجروا.
توقف كمال لحظة، وتابع: أنا هلق عم إنظر بطرف عيني على عمنا أبو محمد وشايف إنه بَلَّشْ يتضايق. أبو محمد متلما بتعرفوا بيفضل الحكايات على الكلام النظري والخطابات. وترى الحق معه.
قال أبو محمد: يعني راح تحكي لنا شي حكاية ظريفة؟
قال كمال: إذا الشباب بيتنازلوا لي عن حصتهم بالكلام أنا جاهز.
قال أبو الجود: إن تنازلنا لك وإن ما تنازلنا لك بدك تحكي. ع كل حال تفضل.
قال كمال: بدي إحكي لكم عن صحافي وأديب سوري اسمه "قاف"، موظف في وحدة من الصحف الحكومية التلاتة، هالصحافي كان عنده مشكلة نفسية مع العدد المتزايد من زملاؤه الصحفيين اللي بيمدحوا حافيييظ الأسد بشعر رديء أو بمقالات تافهة. "قاف" كان يكبت غيظه ويسيطر على أعصابه أثناء دوامه في الجريدة، ولما يجي المسا كان يروح على مقهى الهافانا بشارع الفردوس، ويلتقي بصديقه "عين" اللي بيشتغل بجريدة تانية من الصحف التلاتة، وبيعاني من الموضوع نفسه، ويقعدوا شي ساعتين وهني عم يتبادلوا القصص والحكايات. بيقول "عين"، مثلاً:
- اليوم الرفيق الشاعر (أبو فلان) ناترُه قصيدة لحافييظ الأسد جايبُه فيها كتاف. حاطط في القصيدة شي عشرين بطل عربي من يلي حاربوا الفرس والروم ومو تاركين فارس مقدام إلا مجندلينُه، ولا سمعانين صوت حرمة عم تستغيث إلا وصايحين فيها (لبيك يا أختاه)، وجايب لك أبو سليمان حافييظ الأسد ومْعَيّنُه أمير عليهم، والكل بقى بدهم رضى أبو سليمان.. وبيتضحك "قاف" وبيقول لـ عين:
- شاعر جريدتكم أبو فلان ما بيجي نقطة في بحر كاتب جريدتنا أبو علان، اليوم أبو علان كاتب مقالة آخدة صفحتين بنص الجريدة والبقية على الصفحة 11 عن الجذور التاريخية لنضالات جدود بيت الأسد التاريخية.. أبو علان ما بيعاني من أي شعور بالخجل أو تأنيب الضمير لما بيكتب إنه كان في واحد من جدود حافظ (بيحمل كنية تانية غير الأسد) كان في بغداد سنة 1258 ووقف في وجه المغول وكبدهم خسائر فادحة، ولولا الخيانات اللي بدرت من قادة آخرين كان الجد المذكور منع سقوط بغداد.. وبيبقى أبو علان ماشي بمقالته عبر التاريخ، وكل حرب بيحط فيها حدا من بيت الأسد، كمان بكنية تانية، لحتى يوصل لنضالات الفتى حافظ وقيادته للطلاب وهتافاته ضد الاستعمار والرجعية وحلف بغداد، وهاي المعلومة مذكورة في كتاب اليوبيل الذهبي لمدرسة جول جمال.. وبيفقد أبو علان كل أنواع الخجل لما بيعلن إنه انسحاب القوات السورية من الجولان سنة 1967 كان مقصود تكتيكياً من قِبَلْ "أبو سليمان" لأنه كان منجّر للإسرائيليين خازوق مبشمْ، كان رايدهم ياخدوا أراضي سورية ويتجمعوا فيها لحتى يليحهم هداكا الصواب في حرب تشرين 1973.
قال أبو إبراهيم: معقولة هيك كانوا يكتبوا؟
قال كمال: هني مو كاتبين متلما أنا عم إحكي تماماً، لكن بالفعل كانوا ينسجوا على هالمنوال، وهكذا، لحتى صارت شغلة خلت المخابرات يشحطوا الأستاذ قاف على فرع فلسطين.
قال أبو محمد: يا ساتر. وأيش هيي هالشغلة؟
قال كمال: هي بصراحة قصة طويلة، وممتعة، وأنا شايف إنه أخونا أبو إبراهيم عم يجهز المكان لوجستياً منشان تناول العشاء. خلص عمي، هلق منتعشى، وعلى كاسة شاي منحكي القصة.
قال كمال: هي بصراحة قصة طويلة، وممتعة، وأنا شايف إنه أخونا أبو إبراهيم عم يجهز المكان لوجستياً منشان تناول العشاء. خلص عمي، هلق منتعشى، وعلى كاسة شاي منحكي القصة.