الفتى الأهبل نبيه يصبح بطلاً
ونبيه بطل في حمل الأثقال، دون أن يدري طبعاً، ففي ذات يوم كان يلعب على بيدر البلدة، فعثر على ديسك تركتور ينوء بحمله أولو العزم من الرجال، فحمله بسهولة وجاء به إلى الدار، ووضعه أمام باب غرفة الجلوس، مما جعل المرور بين داخل الغرفة وخارجها مستحيلاً، وقد حاول إخوة نبيه الكبار أن يزحزحوا الديسك الثقيل من مكانه، فأخفقوا في ذلك فرادى ومجتمعين، فلما عاد أبوهم من الفلاحة أخبروه بالأمر، انتظر حتى عاد نبيه من لعبه على البيدر، وأمسكه من أذنه بالبنسة، وسحبه إلى حيث وضع ديسك الفلاحة، وقال له:
- احمله وأرجعه إلى حيث كان.
فنفذ نبيه الأمر دون تلكؤ.
وذات مرة أقيمت في صالة الثانوية الصناعية مسابقة لرفع الأثقال شارك فيها رباعون ناشئون من محافظات إدلب وحلب وحماه والرقة واللاذقية، وقد ذهب نبيه برفقة مجموعة من أهل الحارة للفرجة على لعبة حمل الأثقال، فلما كان الدور على ابن بلدنا صبحي الفركة وقف أمام الأثقال وشرع ينفخ في كفيه، ويقدم ويؤخر، ثم رفع الأثقال نصف رفعة، ولم يعد قادراً على المتابعة، فما كان من نبيه إلا أن اندفع نحو المنصة وهو يصيح بصبحي قائلاً:
- خليك على حالك، لا تتحرك!
ورفعه هو والأثقال على طول يديه دون أن يجري حركة الأمان التي تحمي الربَّاع من "الفتاق". ووقتها ضجت القاعة بالتصفيق والتعييش "عاش البطل" وتحمس رئيس اللجنة الفاحصة ووقف ليعلن نبيهاً بطلاً للمسابقة، دون منافس يذكر، لولا أن وقف أحد زملاء نبيه وقال له:
- ولكن هذا مجنون!
فتراجع عن قراره.
يُتبَع...