02 سبتمبر 2024
الحاج زاهد يطرد ضيوفه
في عصر ما قبل التلفزيون، بمدينة إدلب؛ وخلال "حَرْب المَضَافات" غير المعلنة؛ تَفَتَّقَ عقلُ الحاج زاهد أفندي عن فكرة طريفة جداً، نفذها في الحال، حيث ذهب إلى الخطاط "ابن السيد يوسف" وقال له: مرحبا يا عين عمك.
قال الخطاط: مرحبتين أهلين بعمي الحاجي.
قال له: أنتم بيت السيد يوسف تكتبون الخط العربي على أصوله.. أنا يوم عدت من الحج جاء عمك أحمد الله يرحمه وكتب لي على الباب (حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً).. كتابته وتخطيطه لا يُعلى عليه.
قال الخطاط: الله يتقبل منك الحج يا عمي زاهد.
قال الحاج زاهد: منشان هيك بدي منك تنقش لي لافتة بخط عربي كويس منشان أعلقها على باب مضافتي.
قال الخطاط: على رأسي. أيش هي اللافتة؟
قال الحاج: والله يا عين عمك أنا ما بعرف أحكي بالنحوي، لذلك راح أقول لك الفكرة بلغتنا نحن الفلاحين، وأنت ترجمها للنحوي على ذوقك.
قال الخطاط: أمرك على راسي يا عمي الحاجي. تفضل قول.
قال الحاج زاهد: بودي أقول للضيوف الكرام اللي بيجوا حتى يسهروا عندي في المضافة، ومن دون زَعَل: اللي عنده قصة بايخة، قديمة، ممطوطة، فايتة ببعضها، خليه يروح يحكيها لزوجته. بتعرف ليش يحكيها لزوجته؟
قال الخطاط: ليش؟
قال الحاج زاهد أفندي: لأن هي زوجته، مجبورة تسمع الحكي الفاضي والحكي المليان الخاص فيه، أما نحن الناس اللي جايين على المضافة لحتى نتسلى أيش ذنبنا حتى نسمع قصص معتّة؟ جاوبني بصراحة. إيش ذنبنا؟
قال الخطاط: ما لنا ذنب.
قال الحاج: يا عيني عليك. اكتب لي كمان في اللافتة:.. واللي عنده قصة حلوة، ظريفة، بتْضَحِّكْ، وبتشرح النفس، أهلا وسهلا ومية مرحبا فيه.
فتح الخطاط ورقة كرتون وكتب عليها العبارة المطلوبة بعد الترجمة، وسلمها له.
في اليوم التالي لتعليق اللافتة، بدأ الهجوم على الحاج زاهد من كل فج عميق، واحد يقول: هاد واحد متكبر على ولاد بلده.. والثاني يقول: يا عيب الشوم، الحاج زاهد يطرد ضيوفه من مضافته بصنعة لطافة.. والثالث يضحك ويقول هازئاً: أي هيك أربح له، يوفر كتير سكر وشاي وقهوة مرة.. والرابع يقول: وبركي أنا حكيت له قصة وعلى أساس أن قصتي ظريفة، والقصة ما أجبت حضرته؟ بهالحالة أيش رأيكم؟ أبقى سهران في المضافة، أم أنصرف؟ فيرد عليه الخامس: أنت لا تنصرف، الحاج زاهد هو يطردك! ويقول السادس (وهو رجل مثقف): طالما أن الموضوع هو "القصة القصيرة" فالمفروض بالحاج زاهد أن يستأجر ناقداً أدبياً يقيم له القصص التي سيرويها الساهرون، وعلى ضوء تقرير الناقد يستبقي بضعةَ قصاصين عنده ويطرد الباقي.
استمرت الحرب على الحاج زاهد أكثر من عشرة أيام، ثم هدأت.. والنتيجة أن معظم الساهرين صاروا يتسللون إلى مضافته، ويستمتعون بالقصص والمقالب الطريفة التي كانت تجري فيها، وكثيرون منهم انخرطوا في اللعبة وصاروا يساهمون في نقل الحكايات وصناعة المقالب
(وللحديث صلة).
قال الخطاط: مرحبتين أهلين بعمي الحاجي.
قال له: أنتم بيت السيد يوسف تكتبون الخط العربي على أصوله.. أنا يوم عدت من الحج جاء عمك أحمد الله يرحمه وكتب لي على الباب (حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً).. كتابته وتخطيطه لا يُعلى عليه.
قال الخطاط: الله يتقبل منك الحج يا عمي زاهد.
قال الحاج زاهد: منشان هيك بدي منك تنقش لي لافتة بخط عربي كويس منشان أعلقها على باب مضافتي.
قال الخطاط: على رأسي. أيش هي اللافتة؟
قال الحاج: والله يا عين عمك أنا ما بعرف أحكي بالنحوي، لذلك راح أقول لك الفكرة بلغتنا نحن الفلاحين، وأنت ترجمها للنحوي على ذوقك.
قال الخطاط: أمرك على راسي يا عمي الحاجي. تفضل قول.
قال الحاج زاهد: بودي أقول للضيوف الكرام اللي بيجوا حتى يسهروا عندي في المضافة، ومن دون زَعَل: اللي عنده قصة بايخة، قديمة، ممطوطة، فايتة ببعضها، خليه يروح يحكيها لزوجته. بتعرف ليش يحكيها لزوجته؟
قال الخطاط: ليش؟
قال الحاج زاهد أفندي: لأن هي زوجته، مجبورة تسمع الحكي الفاضي والحكي المليان الخاص فيه، أما نحن الناس اللي جايين على المضافة لحتى نتسلى أيش ذنبنا حتى نسمع قصص معتّة؟ جاوبني بصراحة. إيش ذنبنا؟
قال الخطاط: ما لنا ذنب.
قال الحاج: يا عيني عليك. اكتب لي كمان في اللافتة:.. واللي عنده قصة حلوة، ظريفة، بتْضَحِّكْ، وبتشرح النفس، أهلا وسهلا ومية مرحبا فيه.
فتح الخطاط ورقة كرتون وكتب عليها العبارة المطلوبة بعد الترجمة، وسلمها له.
في اليوم التالي لتعليق اللافتة، بدأ الهجوم على الحاج زاهد من كل فج عميق، واحد يقول: هاد واحد متكبر على ولاد بلده.. والثاني يقول: يا عيب الشوم، الحاج زاهد يطرد ضيوفه من مضافته بصنعة لطافة.. والثالث يضحك ويقول هازئاً: أي هيك أربح له، يوفر كتير سكر وشاي وقهوة مرة.. والرابع يقول: وبركي أنا حكيت له قصة وعلى أساس أن قصتي ظريفة، والقصة ما أجبت حضرته؟ بهالحالة أيش رأيكم؟ أبقى سهران في المضافة، أم أنصرف؟ فيرد عليه الخامس: أنت لا تنصرف، الحاج زاهد هو يطردك! ويقول السادس (وهو رجل مثقف): طالما أن الموضوع هو "القصة القصيرة" فالمفروض بالحاج زاهد أن يستأجر ناقداً أدبياً يقيم له القصص التي سيرويها الساهرون، وعلى ضوء تقرير الناقد يستبقي بضعةَ قصاصين عنده ويطرد الباقي.
استمرت الحرب على الحاج زاهد أكثر من عشرة أيام، ثم هدأت.. والنتيجة أن معظم الساهرين صاروا يتسللون إلى مضافته، ويستمتعون بالقصص والمقالب الطريفة التي كانت تجري فيها، وكثيرون منهم انخرطوا في اللعبة وصاروا يساهمون في نقل الحكايات وصناعة المقالب
(وللحديث صلة).