أي مستقبل لـ"تويتر" مع إيلون ماسك؟
حاملًا حوض غسيل، ظهر إيلون ماسك في مكاتب شركة تويتر، لإنهاء صفقة انتقال رئاسة المنصة إليه بشكل كامل، في مشهدٍ أثار اندهاش الكثيرين، وأيضاً الكثير من التساؤلات حول دلالة هذا الحوض ومستقبل المنصة بعد استحواذه عليها، ناهيك بمصير الموظفين والحسابات الوهمية ومجانية المنصة، فضلًا عن مخاوف كيانات حقوق الإنسان بشأن انتشار خطاب الكراهية على "تويتر".
غيّر ماسك صفته التعريفية في حسابه على المنصة إلى "رئيس تويتر"، كما غيّر موقعه إلى "مقر تويتر"، وهذا ما يؤكد إعلان رئاسته للمنصة بشكل رسمي، مقابل 44 مليار دولار، بعدما استحوذ سابقًا على 9.1% من أسهم الشركة مقابل 2.64 مليار دولار، وكان هدفه من ذلك، على حدّ قوله، أنه يحاول مساعدة الإنسانية التي يحبّها، وأنه لم يبحث عن كسب المزيد من المال.
وعن مشهد دخوله إلى مقر شركة تويتر حاملًا حوض غسيل، يشير بعض المحللين إلى أنها دعوة لاتخاذ إجراءات للتغيير من سياسات الشركة جذريًّا، وبمعنى آخر "تنظيف الشركة".
وأعلن ماسك عن جانب من سياساته تجاه المنصة، من قبيل توفير ميزات جديدة، والحدّ من الحسابات الوهمية (تلك التي تراجعَ عن صفقة شراء المنصة بسببها في بداية الأمر)، والتأكيد على مفهوم مصادقة جميع البشر، والتقليل من الرقابة على المنصة وجعلها منبرًا حقيقيًّا لحرية التعبير، مع إمكانية التعديل على التغريدات بعد نشرها، والدفع للمنصة بالعملات المشفرة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر، وإنشاء تطبيق "كل شيء". وربما كان السبب في تمسّك ماسك بمنصة تويتر هو جمهوره من المستخدمين، والبالغ عددهم أكثر من 83 مليون متابع، فضلًا عن أنه كثير التغريد على هذه المنصة، وكثيرًا ما كانت تغريداته تثير الجدل.
ربما كان السبب في تمسّك "ماسك" بمنصة تويتر، هو جمهوره من المستخدمين، والبالغ عددهم أكثر من 83 مليون متابع
وفي حين كانت أول توجيهات ماسك إقالة الرئيس التنفيذي والمدير المالي ومديرين تنفيذيين آخرين لمنصة تويتر، ومع تصريحه للمستثمرين المحتملين في الصفقة بأنه يخطّط لإقالة ما يقرب من 75% من موظفي الشركة، وتقليص القوى العاملة، الأمر الذي أثار مجموعةً من الأسئلة حول مستقبل المنصة. ومع تضارب التكهنات، توقّع دان آيفز، المحلل في إحدى شركات الاستثمار، أن يتخذ معظم المستخدمين "نهج الانتظار والترقب".
كما صرّح ماسك بأنه غير راض عن سياسات "تويتر" وممارساتها في الحظر الدائم لمن ينتهكون قواعدها، ولعل سماحه للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالعودة إلى المنصة سيكون له أثره بالتأكيد على انتخابات الرئاسة الأميركية 2024.
وحول مجانية منصة تويتر، أشار ماسك في حديث له مع موظفيها إلى رغبته في ألّا تكون المنصة مجانية للجميع، مبرّرًا ذلك بأنه "يمكن قول أي شيء من دون عواقب"!
ومع نيته فرض رسوم على توثيق حسابات "تويتر" وعدد من الخدمات الأخرى، تتفاوت الآراء بشأن انخفاض أو ارتفاع عدد مستخدميه بعد هذا القرار، وما هي احتمالية تطبيق هذه الفكرة على خدمات "فيسبوك" أيضًا؟
في النهاية، يشير الخبراء إلى أنّ الإجراءات التي وعد بها ماسك قد يصعب تنفيذها على أرض الواقع، إذ إنّ المستخدمين نادرًا ما يقرؤون قوانين المنصة قبل الموافقة عليها، وشبّه البعض ذلك باستمرار المدخنين في التدخين رغم وجود الملصقات التي تحذر من خطورتها على علب السجائر.