بدأت مجموعة من النشطاء والطلاب والمواطنين في العاصمة الاسكتلندية إدنبرة، الجمعة اعتصاماً مفتوحاً أمام البرلمان الاسكتلندي للمطالبة بحظر بيع الأسلحة لإسرائيل
يوم الأحد 30 يناير، الثالث للميدان، كانت اشتباكات وزارة الداخلية قد انحسرت بشكل كبير إثر محاصرة الجيش لمقر الوزارة، ما أوقف قنصهم للمواطنين، وبدأ يتشكل في التحرير واقع جديد فارض نفسه على الساحة في مصر وخارجها..
"الشعب ركب يا باشا"، ربما تكون الكلمة الأكثر تعبيراً عما أسفر عنه يوم الغضب، 28 يناير 2011، في برّ مصر، وبنهاية اليوم كانت محاولات النظام المختلفة لاستعادة أي قدر من السيطرة على الأوضاع..
كانت ليلة 28 يناير قاسية بقدر ثقل الأمل الذي تحمله. بالكاد نام أحدنا، بل بات البعض بالشارع، وفي الصباح تجمع الشباب في بيتي فتركوا سياراتهم ثم انطلقنا بسيارتين، كل مجموعة إلى وجهتها..
"لليوم الثاني على التوالي".. هكذا استُهلت التغطيات الإخبارية لما يحدث في مصر يوم 26 يناير 2011. (على التوالي) هذا ما شعرنا أنه تجب المحافظة عليه، فما حدث بالأمس لا يصح أن ينتهي حتى يؤتي ثماره..
كان ثمة حالة جمعية وملامح جديدة بدأت تتشكل للميدان، وقدر عالٍ من تناغم أفكار الموجودين على تنوعهم، وانتشرت في أرجاء الميدان حلقات بعضها يغني للشيخ إمام وبعضها يناقش ويتعارف وبعضها يهتف، وفي كل حلقة أو مجموعة تلحظ دون جهد قدراً واسعاً من الاختلاف..
الثلاثاء 25 يناير 2011.. كان صباحا وطنيا فريدا، تهيأت فيه مصر لفجر جديد، وتهيأت أنا مثل آلاف من المصريين ليوم قد تتبعه أيام يطول مداها، فكعادة المظاهرات، دائما يكون احتمال الاعتقال واردا، فأفرغت جيوبي إلا من إثبات الشخصية وقليل من النقود..
لم يأتِ "ائتلاف شباب الثورة" من فراغ، ولا كان وليد أيام التحرير ولا دعوات التظاهر قبيلها، بل يمكنني القول إن جذوره تعود لأكثر من 15 سنة قبل 2011، من جهود ومحاولات للتواصل والتنسيق والعمل المشترك..
سأبدأ بسرد شهادة شخصية متصلة ما أمكن، حول ما مررنا به في مصر من "يناير" إلى "رابعة"، مستعيناً بالله، ومعتمداً على ما لدي من وثائق تخص هذه المرحلة، وهي قد تكون أوسع من كونها شهادة على دور شخصي قمت به كواحد من مجموعة (شباب الإخوان في الائتلاف)..