مصطفى البرغوثي

يواصل أركان المُعارَضة الصهيونية الادّعاء أنّهم مع حلّ الدولتَين، ولكنّهم يواصلون تغيير وتكييف هذا الشعار ليتناسب مع كلّ توسّع استيطاني.

يمثل فشل إسرائيل في تنفيذ الهدف الرئيسي من العدوان على قطاع غزّة، وتطهيره عرقياً، التعبير الأدقّ عن الفشل التاريخي للحركة الصهيونية برمّتها.

يتجلى الفشل الاستراتيجي الإسرائيلي في تهاوي مشاريع اليوم التالي لإدارة قطاع غزّة، بما في ذلك تمزّق أوهام إمكانية إنشاء منظومة عميلة تخدم استمرارالاحتلال.

انهارت صورة إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في "الشرق البدائي المتخلّف"، وعقدة "أخلاقية الجيش الإسرائيلي" التي تبدو مواصلة نتنياهو التبجّح بها مدعاة للسخرية.

لن تنجح إسرائيل في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو وقف نضاله، وقد أصبحت قضيته عنوان العدالة الإنسانية في العالم بأسره، ولكنها تستطيع الاستمرار في حرب القتل.

بتأثير التحوّل الحاصل طوال الأشهر الستّة الماضية في أوساط جيل الشباب العالمي، بدأت ثورة طلابية عالمية في أميركا بالانتشار والتوسّع، ضد الإبادة في قطاع غزّة.

لا يفكر بنيامين نتنياهو إلّا في إنقاذ نفسه ومكانته السياسية، وهو لا يعبأ حتى بحياة الأسرى الإسرائيليين الذين لا يهمّه أن يموتوا جميعاً بالقصف الإسرائيلي.

لا تستطيع كل أكاذيب الاحتلال أن تبرّر الجرائم الوحشية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني. مهما بلغ الاحتلال في أكاذيبه، فإنها تنكشف الواحدة تلو الأخرى.

تمارس إسرائيل ثلاث جرائم حرب في وقت واحد: الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والعقوبات الجماعية التي لا ترحم طفلاً ولا مريضاً ولا شيخاً طاعناً.

لم أتخيّل في كل سنوات مهنتي كطبيب، أنني سأسمع من زملائنا في قطاع غزة في القرن الواحد والعشرين روايات عن اضطرارهم إلى إجراء عمليات بتر من دون تخدير.