يستعجل الروس، اليوم، فرض حلّهم ورؤيتهم قبل مجيء إدارة أميركية لا تُعرف توجهاتها ولا رؤيتها لما يجري في سورية، في حين أنّ ما يجري على الأرض يسابق الزمن لإفراغ العاصمة، وتأمين محيطها، وفرض الأمر الواقع في طاولة المفاوضات القادمة.
يبقى الغاز الشيء الوحيد المصرّح عنه، فروسيا تريد معبراً لغازها إلى أوروبا، بعد الخلاف مع أوكرانيا، وليس هناك أفضل من الأراضي التركية، لتحقيق هذا الخط. لكن، هل تقبل الحكومة التركية أن يكون هذا المرور بلا ثمن؟
أصدر بشار الأسد الذي ظن نفسه منتصراً عفواً عن من حمل السلاح، في رسالة إلى مؤيديه إنه لايزال يمسك بمقاليد الأمور. وفي رسالةٍ للمترددين وأصحاب المواقف الرمادية، ليعزّزوا مقولتهم الدائمة "ألم نقل لكم"، مبرّرين خوفهم وعدم انخراطهم في الثورة.
وقف أغلب الشعب السوري المعارض لنظام بشار الأسد، مع الحكومة التركية ولدوافع شتى، منها شعور الامتنان للقيادة التركية والشعب التركي لاستضافتهم، ومنها الخوف من المصير المجهول.
يراهن الروس، اليوم، على الإرهاق الذي وصل إليه الشعب السوري الذي شهد أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، ووصول كثير من هذه الحاضنة إلى قبول أي حل يوقف القتل، ويعيد اللاجئين، لكن شرطهم الوحيد أن يكون بلا بشار الأسد.
صيف ساخن ينتظر المنطقة، لكن قد يكون تباشير لما ستؤول إليه الأمور. هي نظرة متفائلة، لكنها بذات الوقت، تأويل لاحتمال ما ستتطور إليه الأمور في ظل معاناة كبيرة للاجئين السوريين، وضغط هائل على الدول المضيفة.