الخيارات المطروحة على تركيا في سورية للحفاظ على مصالحها الجيوسياسية ثلاثة: خوض مواجهة عسكرية وسياسية شاملة غير مضمونة النتائج، إعادة صياغة العلاقة مع موسكو بواقعية، الاتجاه غرباً من جديد، وإلى واشنطن تحديداً. وفي جميع السيناريوهات المطروحة، ثمّة تنازلات، فأيها تختار؟
تواجه القوى العلمانية الديمقراطية في الثورة السورية، شحاً في الخيارات المتاحة، أمام قمع النظام المتنامي، وانتهازية الفصائل المسلحة المتطرفة. بل وأصبحت أمام خيار وحيد، هو القبول بمجلس قيادة عسكري، يقوده فرد مطلق الصلاحيات، وهو ما يمكن وصفه بالانتحار.
تسبب مناخ الاستقطاب المذهبي الذي أشاعته الخمينية عن قصد، لتفزيع الشيعة ودفعهم نحو إيران، في توالد التنظيمات السنية المتشددة التي تحمل أفكاراً ومشاريع امبراطورية مذهبية، مضادة للمشروع الخميني، لكنها متوالدة عنه، ومعتمدة عليه في بقائها وانتشارها.
فشلت الأجهزة الأمنية في قمع الاحتجاجات، وبدت مترهلة تفشى فيها الفساد في عقود من السلطة المطلقة، واقتصرت على القمع السافر، والتعذيب المفرط في المعتقلات، ما أجج مشاعر السوريين، وفاقم ثورتهم، ما استدعى تدخل الجيش الذي لم يكن أفضل حالاً.