طبيب وسياسي سوري مستقل، اعتقل خمس سنوات بعد إطلاق حركة المنتديات، أحد مؤسسي تجمع إعلاق دمشق عام 2007، رئيس سابق لمكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني. متحدث وعضو هيئة سياسية سابق في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
ستتوقف الحرب بالتأكيد يوماً ما، وبشار الأسد وجميع مجرمي الحرب من تكفيريين ومليشيات إيرانية ولبنانية الذين ساهموا في قتل السوريين، وتسببوا في مأساتهم، سينالون جزاءهم من دون شك.
لا يكترث خامنئي وبوتين لما يقول الأسد، فهما قادران على ركله خارج سورية متى أحسوا أنه لم يعد قادراً على خدمتهم، كما تستطيع إسرائيل وأميركا تقويض نظامه، متى أحسا أنهما استنفدا أغراضهما من الحرب التي يشنها على شعبه ووطنه.
سورية اليوم كوطن وشعب واقعة بين سندان استبداد الأسد والمليشيات الطائفية الإيرانية التي تدعمه ومطرقة التطرّف التكفيري، المتمثل بداعش والتنظيمات القاعدية والإسلامية الرافضة الدولة الحديثة القائمة على حكم الشعب والدستور.
غياب إعلام معارض واع ومدرك مستلزمات المعركة ساهم في الخسارة، حيث تُركت الساحة لآلة النظام الإعلامية، لكي تنقل ما يحدث في سورية بالشكل الذي يخدم صورة طاغيتها. وقد ساعد وجود "داعش" و"النصرة" في تأكيد الصورة التي أرادها النظام.
شرح رسالة حلب، ومحاولة إيصالها إلى الروس، ومن يهمه أمر سورية، يجب أن تكون مهمة كل الوطنيين السوريين، كما أن تقدّم النخبة الثقافية والسياسية الوطنية بمشروع وطني، يوحِّد الغالبية الساحقة من السوريين، حول بنوده، يساعد الروس، على استيعاب الرسالة.
إن مرحلة انتقالية بضماناتٍ دوليةٍ تقنع السوريين بأنها مؤقتة فعلا، وأنها ستنتهي بالمدى المتوسط (حد أقصى ثلاث سنوات) بانتخابات حرّة تمكّنهم من اختيار شكل دولتهم ونظامهم السياسي، ستكون إنقاذاً لسورية دولة موحدةً ومستقرةً ومتصالحةً مع جيرانها.
وُلِد عشرات الأطفال في مخيمات اللجوء، ووصل مئات الآلاف منهم إلى سن التعليم، من دون وجود مدرسة تؤويهم، أو بيئة صالحة تجنبهم الانزلاق نحو التطرف، ولا يزال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وإدارته بعيدين عن الحدّ الذي يستوجب نفاد الصبر.
درجة استخفاف الدول بعقولنا وحياة ملايين السوريين وصلت إلى مرحلةٍ تكاد تجعلهم شركاء في هذه الجرائم، فالجميع يدرك أن لدى الدول ما يكفي من القوة لإلزام مافيا الأسد/ مخلوف، بتطبيق قرارات أممية تخص حياة مدنيين أبرياء ومصيرهم.
في الدول التي انتفضت شعوبها لإسقاط مستبديها، نجد أن مصر وليبيا دخلتا في حالة غير مطمئنة، وعادت مصر إلى الاستنجاد بالعسكر، بينما تسود ليبيا حالة من التشرذم. أما حالة سورية فكارثية، فلم ُيسمح لشعبها بالتخلص من أكثر ديكتاتوريات العالم إجراماً.
يستخدم قادة إيران قدرات أتباعم الخطابية، من أمثال نصر الله في لبنان والحوثي في اليمن، وبعض رجال الدين في العراق، للتغرير بهؤلاء الشباب، وإرسالهم إلى الموت في مقابل المال (النظيف) الذي تقدمه إيران لهذه المليشيات وزعمائها.