خالد السيد

ليست الهبّات الجماهيرية فعلاً إرادياً للمشتغلين والمهتمين بالعمل العام في بلد مقموع بقوة السلاح، بل إن الانتفاضات الشعبية تعبير عن تحول حقيقي في الصراع السياسي والاجتماعي، يعود إلى الإصرار المنقطع النظير، من السلطة، على الاستمرار الفج في سياسات الإفقار والتهميش.

أطاح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أهم جنرالات المجلس العسكري؛ باستثناء وزير الدفاع المحصّن دستوريا، على مدار الثلاث سنوات الماضية. ولهذا، لم تكن الأعراف والتقاليد العسكرية مُقيدة له، وقد تم تجاوزها في مرات عديدة سابقة.

شتّان بين الأميرين، النمساوي مترنيش والسعودي محمد بن سلمان، فالأول مستبد وسلطوي يمتلك قدرات وخبرة سياسية أسست عقودا من استقرار الديكتاتورية في أوروبا، والثاني مغامر وضحل، يلهث إلى تحقيق أي تقدم يصنع به نصرا حتى لو كان زائفا.

هل تمتلك القوى المدنية المصرية رؤية منظمة وواضحة إزاء حالة التصلب السياسي التي أصابت المجتمع المصري؟ وما هو العمل والخطوات المقبلة لإعادة الفاعلية إلى المجال العام مرة ثانية؟