في مجموعته "غير بعيد من هنا" المترجمة إلى العربية حديثاً، يُقيم الشاعر التونسي حواراً مع القصيدة العربية من خلال الجدل الذي يعقده مع الذاكرة والتراث، وآخر مع القصيدة الغربية، وخصوصاً القصيدة الفرنسية الحديثة في طبيعة الصور وبناء القصيدة.
يحاول "المهرجان الدولي للشعر" الذي تحتضنه سنوياً سيدي بوسعيد بالقرب من تونس العاصمة أن يكون همزة وصل بين الشعر العالمي والقصيدة العربية الحديثة، كما يراهن المهرجان على أن الشعر قادر على الحضور في الفضاء العام وانتزاع جمهوره.
كانت الحداثة أبرز مبحث خاضه الناقد والكاتب والمترجم الفلسطيني الذي رحل مطلع هذا الشهر، هو الذي ظلّ مشدوداً إلى المستقبل الذي اعتبره وطن المنفيّين الذين ضاق بهم الحاضر، ولم تقتصر حداثته على جانب من جوانب الفكر والكتابة.
"رواية التحوّلات "هذا هو الوصف الذي منحته لجنة تحكيم جائزة "مان بوكر" لعمل الكاتبة العمانية، لتؤكد استنادها إلى التاريخ، أي إلى الحركة والتغيير؛ فكلّ فصول "سيدات القمر" ترصد عالماً ينهار وآخر يقوم، حياة تتوارى وأخرى تنهض، زمناً يأفل، وآخر يظهر.
لم تحظ تجربة فوزي كريم، على شهرتها داخل العراق، بالعناية التي تستحقّ عربياً. ربّما بسبب جدة خطابها الشعري والتباس أسئلتها وربما بسبب زهد صاحبها والحال أنّ هذا الشاعر قد كتب عدداً مهماً من الأعمال الشعرية والنثرية الجديرة بالاهتمام والعناية.
ذات صباح، استفاق أهالي المدينة على وقع المعاول تهدم القاعة وتحيل جدرانها العالية المزركشة أنقاضاً. لا أحد وقف أمام الآلة الضخمة... لا أحد رفع عقيرته بالصراخ. لا أحد... هكذا في ظرف وجيز، بات المكان منبسطاً، وكأنّ القاعة لم تكن.
أهمل المؤرّخون القدامى الإشارة إلى التنوّع اللغويّ القائم في جنوب الجزيرة العربية، وقد كان ذلك مرتبطاً بما للغة العربيّة من منزلة. يمتدّ هذا الإهمال في العصور الحديثة فعدد قليل من الباحثين العمانيّين انعطفوا على هذه الظاهرة بالنظر والتأمّل.
على حماسته لأدب بلاده، لم يُهمل الناقد التونسي، الذي مرّت ذكرى رحيله الثانية قبل أيام، دراسة الأدب العربي الحديث والانعطاف على نماذجه الكبرى؛ فكان من الأوائل الذين فتحوا له أبواب الجامعة، ولم يكن يحظى في تلك الفترة بإجماع النقّاد والأدباء.
ارتدّت قصيدة المهرجانات إلى ما كان قد ثار عليه الشعر العربي الحديث وادّعى تجاوزه، ونعني بذلك التقاليد الشفاهيّة؛ فالحداثة الشعرية قامت على تغيير نمط تلقّي القصيدة الشعرية من خلال تغيير أسلوب كتابتها وطرائق تصريف القول فيها.
يكتفي الدارسون للشعر المغربي الحديث، عادة، بإدراج محمّد الأشعري ضمن جيل السبعينات، وهو الجيل الذي جاء بعد جيل الروّاد المؤسّسين من أمثال أحمد المجاطي ومحمّد السرغيني وعبد الكريم الطبال ومحمّد الميموني.
في عمله الأخير، "الحالة عادية"، يقدّم المخرج حسن المؤذن نصاً مسرحياً لنجيب محفوظ. كتب محفوظ ثماني مسرحيات نشر معظمها عام 1967 في جريدة الأهرام، وكانت "النجاة" واحدة منها. لكن التشابه المفترض بين الستينيات والراهن التونسي يبدو بعيداً.
أغلب القصائد التي كُتبت عقب ثورة الياسمين في تونس بدت انفعاليةً، تعبّر عن حماسة طارئة. في المقابل، ثمة من حاول تحويل هذا الحدث إلى سؤال فني، إلى هاجس جمالي. هنا وقفةٌ عند التجربة الشعرية التونسية، وأثر الثورة عليها.
وجّهت النسخة العاشرة من "ملتقى هرقلة السينمائي"، التي اختُتمت في تونس، تحية للسينما والشعوب المناضلة ضد العدوان والاحتلال والاستبداد. أشرطة من غزة إلى تونس مروراً بأفريقيا، احضتنتها المدينة الصغيرة التي تسعى لتكون ورشة كبيرة لسينما القضايا الشابة.
اختتمت أخيراً الدورة السابعة لـ"المهرجان الأورومتوسطي لمسرح الشباب" في مدينة أريانة التونسية. وشارك فيها مسرحيون من بلدان عربية وأوروبية ينتمون إلى جيلٍ جديد ينظر إلى الفن الرابع كمختبر غايته تفكيك الأعمال المسرحية وتأمّلِ عناصرها، وابتكار خطاب درامي حديث.
بمناسبة مرور قرن على زيارة بول كلي وأوغست ماكي ولويس ماييه لتونس، تنظَّم احتفالية في عدد من المدن التونسية. فرصة لمقاربة عبقرية بول كلي الذي، باستلهامه الموروث الفني العربي في تونس، أمدّ الفن الغربي بطاقات روحية وفنّية جديدة.
في حركة ارتداديّة تسترجع مسرحيّة "غيلان" للمخرج عز الدين قنون ثورة تونس؛ مونولوغات ومحاكمات، هواجس وكوابيس وتخييل وتنديد بـ"غيلان" تحاول إنتاج السلطة الاستبدادية القديمة. العمل، وضمن إطار تجريبي لافت، دعوة إلى استئناف الثورة واستكمال أهدافها السياسيّة والأخلاقيّة.
في إصداره الجديد، يبحث الهادي العيادي عن حضور "الكتاب المقدّس" في الشعر العربي المعاصر، فيوجزه في ثلاثة محاور: البيئة الدينيّة والفكريّة التي عاش فيها الشعراء، والتعرّف إلى رموزه في أعمال المهجريّين وفي الأدب الأوروبي، وتجربة الشعر الحرّ.