Allied... جاذبية الأبطال وحدها لا تكفي

04 ديسمبر 2016
براد بيت وماريون كوتيارد(صامويل دي رومان/ Getty)
+ الخط -
في مطلع عام 2016، كان فيلم Allied الفيلم المرتقب لدى كثيرين. فهو من إخراج روبرت زيمكس (الحاصل على الأوسكار عن فيلم "فوريست غامب")، وقصته تتناول أجواء الجاسوسية في الحرب العالمية الثانية، بكل ما تحمله من إثارة وتقلبات. والأهم من كل هذا، هو اجتماع براد بيت وماريون كوتيارد في البطولة، وازدياد حجم الإثارة والأقاويل التي تحيط بالعمل مع الإشاعات التي أشارت إلى ارتباط الاثنين في علاقة عاطفية. ليصبح كل شيء مهيئاً لفيلم هوليوودي قوي فنياً، وقادر على اكتساح شباك التذاكر. ولكن مع عرض الفيلم بدور السينما، جاء كل شيء باهتاً بشدة، في واحد من أضعف الأفلام التي كانت منتظرة لهذا العام.

الفيلم يبدأ بتمهيدٍ طويل جداً، مدّته ساعة تقريباً، حول التقاء عميل المخابرات "ماكس فاتان" والعميلة الفرنسية "ماريان بوسنجور" في الدار البيضاء (كازبلانكا) عام 1942 (في إشارة وتحية لفيلم Casablanca الشهير الذي أنتج أيضاً 1942) من أجل اغتيال السفير الألماني في زمن الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي يتجاوز التدريب المشترك، ومحاولة التعاون لإنجاز مُهمّة تبدو مستحيلة. ويصل الأمر إلى بداية علاقة عاطفية، وفور انتهاء العملية يطلب "فاتان" منها الزواج، ومصاحبته إلى لندن، ليشرعا بالفعل في حياة مستقرة، وينجبا طفلتهما. قبل أن يهتز كل شيء، حين يتم استدعاء "فاتان" من رؤسائه، ويخبرونه أن زوجته من المحتمل أن تكون عميلةً للمخابرات الألمانية، ولو أثبتت التحريات ذلك، سيكون من الواجب عليه أن يعدمها بنفسه.
هناك بعض الأفلام التي تشعر بأنها اكتفت بالفكرة فقط، من دون أن يبذل صناعها أي جهد في كتابتها، هذا الفيلم هو واحد منها. ورغم أن مؤلفه، ستيفن نايت، من الكتاب الموهوبين في هوليوود خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أنه امتلك العديد والعديد من المشاكل في الفيلم، والتي لم يحسنها أيضاً إخراج زيمكس. فمبدئياً، المرحلة الافتتاحية الطويلة للفيلم في الدار البيضاء كانت غير مهمة. لا استطاعت خلق إثارة وأجواء مخابرات حقيقية (لأن العملية كلها جاءت سطحية وساذجة وسهلة جداً)، ولا استطاعت أن تخلق رومانسية حقيقية بين عملاء مخابرات في زمن الحرب. لا نشعر برابط عاطفي قوي بين "فاتان" و"بوسنجور"، يجعل من المنطقي منح تلك المرحلة ربع مدة الفيلم كاملة، خصوصاً أنه في نهايتها، ومع طلب "فاتان" أن يتزوجها وتعود معه إلى لندن، لا يملك الأمر أي قدر من المعقولية أو المنطق، وتبدو لحظة أقرب لأفلام المراهقين، وليس عميلي مخابرات خرجا لتوِّهما من مهمة قاتلة.

لاحقاً، يظل الفيلم يترنح في مشاهد تقريرية (الزواج ثم الإنجاب) وصولاً إلى اللحظة التي من المفترض أن تبدأ عندها الأحداث الحقيقية، وهي مادة قوية فعلاً عن احتمالية أن تكون المرأة التي أحببتها وتزوجتها وأنجبت منها هي مجرد عميلة مخابرات في مهمة، بكل ما يحمله ذلك من شك وألم وشعور بالخوف والحب المهدر. ولكن، ما قتل تلك المرحلة أيضاً شيئان. الأول، هو الإصرار على إدخال جانب حركة ومخابرات وحرب عالمية في القصة كلها، وفعل ذلك بشكل ساذج وضعيف، كمشهد سقوط الطائرة على البيت، أو أن يسافر "فاتان" للبحث عن شخص سبق أن شاهد زوجته قبل سنوات، ليؤكد له أنها هي فتهاجمهم القوات الألمانية، وهي مشاهد ضعيفة على مستوى الإخراج والكتابة وفي علاقتها بالقصة. أما السبب الثاني، والذي لا يمنح تلك المرحلة الثقل المحتمل هو الضعف الشديد والغريب في أداء براد بيت، والذي لا شك في أنه من أكثر الممثلين الموهوبين في هوليوود خلال العقدين الأخيرين، ولكن في هذا الفيلم كان أداؤه متجمداً ورتيباً بشدة، وعلى الرغم من كل التقلبات التي تمر بها الشخصية، ومساحة الهوس والجنون والرغبة في معرفة الحقيقة التي تحركه في النصف الثاني من الأحداث، إلا أنه يعبر عن ذلك من على السطح تماماً، من دون أن يخلق لحظة حقيقية واحدة نشعر فيها أننا نشاهد "فاتان" وليس بيت.

دلالات
المساهمون