اللاجئون يهربون من جحيم الأسد إلى لهيب غزة

10 ديسمبر 2014
اللاجئون قدموا من عدة دول عربية(العربي الجديد/عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لم يكن رجل الأعمال الفلسطيني السوري عمر عودة، يعلم أنه يهرب من رمضاء الحرب في سورية إلى نار الواقع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، والذي يتدهور يوماً بعد الآخر، بعد انتهاء عقد أولاده الذين عملوا في مشاريع التوظيف المؤقت بغزة خلال الفترة السابقة.

ما زاد معاناة عودة، حسب حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه فقد مصدر رزقه الوحيد خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، حيث دمر الاحتلال الاسرائيلي "الكشك" الخاص به، مصدر رزقه الوحيد هو وأحد عشر فرداً من عائلته، والذين باتوا بلا أي مصدر دخل يسد رمقهم.

حال اللاجئ عودة انسحب على مئات الأسر التي هربت من جحيم الحروب في الوطن العربي ليستقر بها الحال في قطاع غزة المحاصر والذي يعاني من ضائقة مالية تسبب بها الاغلاق المتواصل للمعابر وعدم السماح بدخول أي من المواد الأساسية إليه.

واعتصم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، الذين قدموا من دول عربية ومنها ليبيا واليمن، أمام مقر رئاسة الوزراء في مدينة غزة، احتجاجاً على الأوضاع المأساوية التى يعيشونها، وعدم رد حكومة التوافق على ما سيكون مصيرهم نهاية لعام الحالي وانتهاء عقود فرص العمل المؤقت "البطالة" التي تعتبر مصدر الدخل الوحيد لهم، بعد أن فقدوا كل ممتلكاتهم في الدول العربية المذكورة نتيجة الأحداث الدائرة هناك.

وطالب عضو هيئة تنسيق اللاجئين محمد السالمي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله ووزير العمل الفلسطيني مأمون أبو شهلا بتوفير السكن والمأوى للاجئين وفرص العمل التي تمكنهم من العيش بحياة كريمة.

وزاد ألم ومعاناة اللاجئين في غزة، إبلاغهم من وزارة العمل بانتهاء عقود البطالة المقدمة لكل رب أسرة لنا بقيمة 800 شيكل "200 دولار" والتي لم يتم استلامها منذ شهر أغسطس/آب 2014.

ولم تف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بما وعدت به اللاجئين من دفع بدل أجرة السكن لكل أسرة حتى الآن.

وتابع السالمي: "لم ندفع أجرة السكن منذ خمسة أشهر، ما اضطر أصحاب البيوت الى ابلاغنا بمغادرة بيوتهم، ونحن الآن في الشارع، ولولا تدخل أهل الخير في غزة لكنا قد متنا جوعاً".

أما مُدرّس الثانوية العامة أشرف أبو الريش، الذي هرب من جحيم الحرب في ليبيا عام 2011، فيقول لـ"العربي الجديد"، خلال الاعتصام، إنه يدفع 650 شيكلاً من أصل ألف شيكل هي قيمة عقد العمل المؤقت التي يحصل عليها أجرة للسكن.

المساهمون