7 نساء تركنّ بصمة في تاريخ السينما

03 مارس 2017
المُخرجة كاثرين بيغالو (Getty)
+ الخط -
في شهر مارس/آذار من كلِّ عام، يحتفلُ العالم بـ"شهر المرأة". ويتمُّ فيه الاحتفاء بمساهماتها في كافة المجالات الحياتيَّة. وعلى الرغم من ميل الشركات الكبرى والمنتجين، منذ ولادة السينما، إلى المخرجين الذكور، ربما بسبب طبيعة هذا الفن المرهقة، وجانب "الصناعة" الصعب فيها، إلا أن هناك بعض المخرجات اللاتي استطعن حفر أسمائهنّ في تاريخ وذاكرة السينما. هنا تسليط الضوء على 7 منهن.

الألمانيَّة ليني ريفنشتال
دائماً ما تذكّرنا ليني ريفنشتال بشيئين: الأول، هو الوصم، بسبب إخراجها أفلاما وثائقيّة تحت مظلّة الحزب النازي، وتصنيف بعض منها، مثل فيلم "انتصار الإرادة" (1934)، كدعاية مباشرة لهتلر ونظامه. ولكن الشيء الثاني، في المقابل، هو قدراتها الفنيّة الجبارة التي لا يستطيع التاريخ محوها أو تجاوزها، خصوصاً في مرحلة مبكرة جداً، لم يكن هناك مخرجات نساء في العالم. ويحتفِظ فيلمها "أولمبياد" (1936)، والذي وثّقت فيه استضافة ألمانيا دورة الألعاب الأولمبية حينها، بقيمته على مرّ العصور، إذ يُعتبَر "تصويراً حياً لبهجة الرياضة" كما وصفته لجنة الألعاب الدولية ذاتها. ومن ناحية أخرى، فهو الفيلم الذي يرتبط دوماً بتحدّيها لجوزيف جوبلز، وزير الدعاية النازي، والذي أراد فيلمها عن الرياضيين الألمان فقط، ولكن ريفنشتال رفضت، وجعلته فيلماً خالداً ومُتقدّماً جداً عن معنى الرياضة والتنافس.


البلجيكيّة آنيس فيدرا
على الرغم من نشأتها البلجيكية، إلا أن فيدرا تنتمي تماماً للسينما الفرنسية. بدأت مسيرتها ببعض الأفلام الوثائقية، قبل أن تلحق بركب الموجة الفرنسية الجديدة (1959)، وتمنحها بعداً أنثوياً وأفلاماً نسائية ثورية جداً لم تفقد بريقها مع الزمن. تزوجت بالمخرج جاك ديمي، وعاشا معاً أربعة عقود كاملة عبّئا فيها الدنيا صخباً وأفلاماً، أشهر أفلامها Cleo from 5 to 7 عام 1962 وLe Bonheur عام 1965 والذي فازت عنه بالدب الفضي لأفضل إخراج في مهرجان برلين، وكذلك Vagabond عام 1985، والذي أصبحت من خلاله ثاني مخرجة فقط تتوج بالأسد الذهبي لمهرجان فينيسيا.

الأميركيّة نورا إيفرون
الأميرة النيويوركية، والنسخة النسائية من وودي آلان، كما أطلق بعض النقاد عليها. بدأت مسيرتها ككاتبة أفلام في هوليوود خلال الثمانينيات. ورُشِّحَت خلال تلك الفترة للأوسكار مرتين، إحداهما عن الفيلم الشهير "حينما يقابل هاري سالي" (1989)، قبل أن تبدأ مسيرتها الإخراجية التي حققت من خلالها نجاحاً جماهيرياً كبيراً، تحديداً في فيلمي Sleepless in Seattle عام 1993 وفيلم You've Got Mail عام 1998، واللذين خلقت من خلالهما ثنائياً رومانسياً لا يُنسَى بين ميج ريان وتوم هانكس.

النيوزلنديّة جين كامبيون
حفرت اسمها حين أصبحت المخرجة الوحيدة في تاريخ السينما المتوّجة بالسعفة الذهبية لمهرجان "كان" السينمائي عن فيلمها The Piano عام 1993، وهو نفس العام الذي فازت فيه عن الفيلم بأوسكار أفضل سيناريو أصلي، ووصلت ببطلتيها هولي هانتر وآن باكوين إلى أوسكار أفضل ممثلة وممثلة مساعدة، لتفوز بـ3 جوائز أوسكار من بين 8 جوائز رُشِّح لها الفيلم، في لحظة نسائيّةٍ مجيدة من النادر أن تحدث لفيلم واحد. قبل ذلك وبعده، قدمت كامبيون أفلاماً جيدة، دارت أغلبها حول مشاعر المرأة وهمومها.

الأميركيّة صوفيا كوبولا
ابنة المخرج الكبير، فرانسيس فورد كوبولا، (صاحب ثلاثية "الأب الروحي"). بدأت مسيرتها كممثّلة، وخطت مسيرة متواضعة جداً خلال التسعينيات، قبل أن تحوِّل وجهتها للإخراج، بفيلم مقبول عام 1999 يسمى The Virgin Suicides. ولكن النقلة الحقيقية لها كانت حين أخرجت فيلمها Lost in Translation عام 2003، والذي اعتبر حينها ضمن أفضل أفلام العام، وُرشِّحَت عنه لثلاث جوائز أوسكار (أفضل مخرجة ومؤلفة ومنتجة)، ونالت بالفعل جائزة أفضل سيناريو أصلي. واستمرَّت مسيرتها بعد ذلك بعدة أفلام، كان أهمها فيلم Somewhere (عام 2010)، والذي فازت عنه بجائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا.

الدنماركيّة سوزان بيير
أهم مخرجة إسكندنافية في تاريخ السينما. قدمت عدداً من الأفلام المهمة منذ بداية مسيرتها في التسعينيات، ربما أشهرها Brothers عام 2004، والذي تم اقتباسه بعد ذلك في فيلم أميركي يحمل نفس الاسم عام 2009. ولكن منجزها الحقيقي كان حين رُشِّحَت لأوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2006 عن فيلم After the Wedding، ثم فازت بها في 2010 عن فيلم In a Better World.

الأميركيّة كاثرين بيغالو
بدأت مسيرتها في بداية الثمانينيات. وخلال العقود الأولى من مسيرتها، قدمت بيغالو 7 أفلام متواضعة المستوى، بين الخيال العلمي والحركة والرعب، لم يحظ أي منها بتقدير يذكر. ولكنها فاجأت العالم عام 2009 بفيلم يسمى The Hurt Locker، وهو عمل حربي ذو ميزانية متواضعة عن مأساة العراق، لم يتوقع له أحد نجاحاً ضخماً، ولكن مع عرض الفيلم استقبل بشكل حافل من النقاد، قبل أن يذهب إلى ما هو أبعد، وينافس بشكل قوي على جوائز الأوسكار (أمام فيلم Avatar الذي أخرجه زوج بيغالو السابق جيمس كاميرون). وفي 7 مارس/آذار عام 2010، كانت الليلة التاريخية التي فاز الفيلم فيها بـ6 جوائز أوسكار، على رأسها أفضل مخرجة. لتصبح "بيغالو" أول امرأة في التاريخ تفوز بأوسكار الإخراج.


دلالات
المساهمون