طالبت عشرات المنظمات المحلية والدولية، بالإفراج الفوري عن النساء والأطفال المعتقلين في سجون النظام السوري، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب في سورية كجزء أساسي من العدالة الانتقالية، مشيرة إلى أن نحو 7 آلاف امرأة سورية يقبعن حتى الآن في سجون النظام.
جاء ذلك في مؤتمر دولي استضافته إسطنبول، اليوم الأربعاء، دعت له "حركة الضمير" تحت عنوان "حتى تحرير آخر امرأة وطفل معتقل في سورية". وشارك فيه ممثلون من 55 دولة، بينهم البارونة بولا أودين عضو مجلس اللوردات البريطاني، وزويلفيليلي مانديلسزوي مانديلا، حفيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، والبرلمانية الإكوادورية آنا بيلين مارين أغيري.
وقال رئيس لجنة شؤون المعتقلين والمفقودين، في الائتلاف السوري المعارض ياسر الفرحان، خلال المؤتمر، إنّ "ظروف الاعتقال في سجون نظام الأسد لا تشابه أي منطقة أخرى في العالم، حيث عمليات التعذيب الوحشية تسببت بمقتل عشرات الآلاف من المعتقلين".
وشدّد الفرحان على ضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم بحق المعتقلين من الأطفال والنساء، مؤكداً أن ذلك يساهم بشكل كبير في الحل السياسي الشامل الذي نصّت عليه القرارات الدولية.
كما تحدثت المعتقلة السابقة مجد شربجي عن تجربتها في الاعتقال برفقة أطفالها وزوجها الذي توفي في سجون النظام، مشيرة إلى أن عمليات الاعتقال في سورية تعني الاختفاء القسري، إذ لا أحد يعلم شيئاً عن المعتقلين. وأضافت "عند الدخول إلى سجون النظام نتحول إلى أرقام وننسى أسماءنا لكي لا يعلم بنا أحد"، ووصفت حالة السجون لدى نظام الأسد بـ "الرهيبة ولا يمكن تخيلها" مشيرة إلى أنها تعرضت للتعذيب بالكهرباء والضرب.
من جهته، قال يافوز ديدي المتحدث باسم حركة "الضمير"، إنّ المؤتمر يهدف إلى لفت الانتباه الدولي إلى معاناة النساء اللواتي تم سجنهن في سورية وتعرضن للتعذيب والاغتصاب منذ عام 2011.
وقال البيان الختامي للمؤتمر، إنه تم اعتقال أكثر من 13 ألفاً و500 امرأة سورية منذ مارس/آذار 2011، نحو 7 آلاف منهن ما زلن قيد الاعتقال حتى الآن، ويتعرضن للتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي، مشيراً إلى أن "نظام الأسد اتخذ الاغتصاب سلاحاً".
وكانت "حركة الضمير" أطلقت العام الماضي، حملة لمناصرة المعتقلات السوريات، ونظمت قافلة إنسانية بمشاركة 2000 امرأة حول العالم، توجهت إلى معبر باب السلامة شمال حلب، للتضامن مع السوريين.