وقال رئيس المنظمة الحقوقية، المحامي توفيق الحميدي، إن "خمسة عشر راصدا من المنظمة تحققوا من 68526 واقعة انتهاك، وسجلوا 821 مقابلة، ما بين مقابلات شخصية واتصال هاتفي، خلال الفترة بين الأول من يناير/كانون الثاني 2017 ومنتصف مارس/آذار 2018، وكل الوقائع في التقرير خاصة بأحداث 2017".
وقالت المنظمة، في تقريرها، إنها رصدت 2044 قتيلاً من المدنيين، بينهم 380 طفلاً، و186 امرأة، "جاء التحالف السعودي الإماراتي في مقدمة الجهات المنتهكة للحق في الحياة بعدد 894 جريمة قتل بنسبة 45 في المائة، وتلته مليشيا الحوثي بعدد 797 جريمة قتل بنسبة 41 في المائة، ثم جهات مجهولة بعدد 181 بنسبة 9 في المائة، ثم السلطة الشرعية وتشكيلاتها من الجماعات المقاتلة بعدد 54 جريمة قتل بنسبة تقارب 3 في المائة، ثم الجماعات الإرهابية 50 جريمة قتل بنسبة 1 في المائة، يليها الطيران الأميركي بعدد 37 جريمة قتل بنسبة 1 في المائة".
وجاءت الانتهاكات المتعلقة بالسلامة الجسدية في المرتبة الثانية، وبلغ إجمالي عدد المصابين خلال فترة التقرير 3068 حالة، بينهم 829 طفلا، و329 امرأة، وانحصر التوثيق بالضحايا المدنيين الذين تمكنت الفرق الميدانية التابعة للمنظمة من الوصول إليهم، والتحقق من بياناتهم.
وتعددت أسباب إصابة المدنيين بين القصف العشوائي على أماكن مزدحمة بالسكان، خاصة في محافظة تعز التي تصدرت عدد الضحايا بواقع 2032 مدنياً، وتليها ضربات طيران التحالف بقيادة السعودية والإمارات في مناطق متفرقة، ثم الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي في مناطق سكنية، أو في أماكن يرتادها المدنيون، ثم الطيران الأميركي بلا طيار.
ووثق التقرير 232 سجنا خاصا، يتبع 180 منها جماعة الحوثي، و25 يتبع قوات ممولة إماراتيا، و15 تتبع جماعات تقاتل مع الحكومة الشرعية، و11 تتبع القوات الحكومية، واعتقل في هذه السجون 3966 مدنيا، منهم 3258 في سجون مليشيا الحوثي، و583 اعتقلتهم تشكيلات أمنية مسلحة مدعومة من الإمارات، و86 اعتقلتهم تشكيلات مسلحة تقاتل مع الحكومة الشرعية.
وقالت المنظمة، في تقريرها، إن "غالبية المعتقلين يتعرضون للتعذيب بدرجات متفاوتة، ويموت بعضهم تحت التعذيب، بينما يعاني آخرون من انتهاكات جسدية تؤدي إلى الإعاقة، فضلا عن الإعدام الوهمي، والحرمان من التبول لساعات طويلة، إضافة إلى التحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب، والإرغام على الوقوف لأوقات طويلة تحت الشمس، والتعليق من اليدين، والصعق الكهربائي، والدفن في حفر حتى الرقبة، والضرب بأعقاب البنادق، والحرمان من الطعام".
ولا تخضع الأماكن التي يحتجز فيها المعتقلون لسلطة قانونية، ولا تتوفر فيها الشروط القانونية للسجون، ولا أدنى مقومات الحياة الآدمية، حيث يُحتجز العشرات في غرفة واحدة بحمام واحد، وغالبية السجون في الأصل منازل، أو أقبية، وبعضها غرف حديثة البناء، والبعض الآخر حاويات لشحن البضائع، كما هو الحال في مطار الريان بحضرموت، الخاضع لسلطة الإمارات بشكل مباشر.
وبلغ إجمالي وقائع التعذيب التي رصدها التقرير خلال عام 100 واقعة، منها 80 في سجون الحوثيين، و20 واقعة في سجون الأجهزة الأمنية التي تشرف عليها وتمولها الإمارات في محافظتي عدن وحضرموت.
ورصد التقرير 207 انتهاكات تعرض لها صحافيون بسبب عملهم الإعلامي خلال 2017، ومنهم 3 قتلوا وهم ينقلون الأخبار من مناطق المواجهات، سواء بالقنص أو القذائف العشوائية، كما تعرض أخرون في عدن، للاعتقال التعسفي والتعذيب في معسكر العشرين، أحد معسكرات الحزام الأمني التي تشرف عليها وتمولها الإمارات، وتعرض البعض الآخر للمضايقة والتهديد، وسجلت حوادث في عدن وصنعاء وتعز ومأرب.
وسجل التقرير 128 انتهاكا بحق الناشطين الحقوقيين، من بين ضحاياها 3 نساء، وتوزعت الانتهاكات بين واقعتي قتل، و100 واقعة احتجاز تعسفي، بينها 42 واقعة في محافظة الحديدة، و4 وقائع تعذيب وإيذاء جسدي، و3 وقائع تهديد، و10 وقائع اعتداء على الممتلكات الخاصة، بينها تفجير منزل.
وخلال عام 2017، رصدت المنظمة الحقوقية 2381 انتهاكا ضحاياها من الأطفال، منها 1600 حالة تجنيد، و829 اعتداء على سلامة الجسد، و380 اعتداء على الحق في الحياة بسبب قصف طيران التحالف، أو القنص المباشر من قبل الحوثيين، أو القصف العشوائي للحوثيين على أحياء سكنية في محافظات تعز ومأرب ولحج والبيضاء، و148 اعتقالاً تعسفياً، و50 إصابة بسبب الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في المناطق السكنية.
وبلغت الانتهاكات بحق المرأة خلال فترة التقرير 562 واقعة انتهاك، بينها 182 حالة قتل، و329 حالة إصابة، كان لمحافظة تعز النصيب الأكبر منها بواقع 356 حالة انتهاك. وكانت 381 حالة انتهاك بحق النساء من جانب مليشيا الحوثي، و153 حالة انتهاك ارتكبها طيران التحالف، و6 حالات ارتكبها الطيران الأميركي، و9 حالات انتهاك من قبل تشكيلات عسكرية حكومية.
وبلغ إجمالي انتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة بالحق في التعليم خلال فترة التقرير 73 واقعة، إضافة لتوقيف رواتب مئات الآلاف من المعلمين اليمنيين، مما انعكس سلبا على العملية التعليمية.
ورصد التقرير تدمير وتضرر 616 منزلا، بعضها بالتفجير المتعمد، وجاءت مليشيا الحوثي وصالح على رأس قائمة الأطراف المنتهكة للمنشآت والممتلكات الخاصة، وتم التحقق من تفجيرها كليا لـ78 منزلا، و120 منزلا تم اقتحامها وتفتيشها ونهبها بقوة السلاح.
وقال التقرير إن من أهم المواقع الأثرية التي تعرضت للاعتداء "عرش بلقيس" في مأرب، والمصرف الشمالي لسد مأرب القديم، ومبان أثرية في صنعاء القديمة وصعدة القديمة، وقلعة القاهرة في تعز، وقلعة العامرية في البيضاء، وقلعة صيرة في عدن، والمتحف الوطني في كريتر، ومدينة براقش في الجوف.