60 إصابة بـ"القوباء" في الرقة السورية بسبب تلوث المياه

03 سبتمبر 2018
القوباء يصيب الأطفال أكثر من البالغين (فيسبوك)
+ الخط -


انتشرت كثير من الأمراض في مدينة الرقة السورية، بعضها ناجم عن التلوث، وآخر تسببت به المعارك وانعدام الخدمات البيئية والصحية، كان آخرها انتشار القوباء الجلدي، والذي سجلت منظمة "أطباء بلا حدود" قرابة 60 حالة إصابة بالمرض الناجم عن تلوث المياه.


ويوضح طبيب الأمراض الجلدية، عامر محمد، لـ"العربي الجديد"، أن "مرض الحصف الجلدي، المعروف بالقوباء، هو التهاب جلدي جرثومي، وهو مرض معد يمكن الوقاية منه وعلاجه بالمضادات الحيوية، ويعتبر المرض الجلدي أكثر شيوعًا بين الأطفال، وخاصة الرضع منهم، وهو يصيب الكبار والبالغين أيضا".
ويضيف الطبيب: "من العلامات التي تدل على الإصابة بالمرض ظهور بثور وقروح على الوجه والعنق واليدين، إضافة لتحسس في الجسم عند الأطفال، ويمكن أن يصاب الشخص بهذه العدوى في أي وقت، ولكنها أكثر شيوعا خلال شهور الطقس الحار، وهو يتسبب بمضاعفات كالإسهال الشديد والغثيان، ويرافقه في بعض الأحيان فقدان للشهية، ويتسبب بسوء تغذية للأطفال، وخاصة الرضع".

ويوضح والد أحد الأطفال المصابين، محمود أبو الهدى، أنه اضطر لشراء حقن المضاد الحيوي لطفله المصاب بعد استشارة طبيب من أقربائه المقيمين خارج سورية، بعد أن أرسل له صورا لمكان الإصابة وشرح له الأعراض، وأن طفله المصاب تحسنت حالته، ويكاد يشفى، "لو لم ألجأ إلى قريبي الطبيب لساءت حالة ابني، وربما تفاقم المرض وتسبب له بأضرار كبيرة".

وأضاف أبو الهدى لـ"العربي الجديد"، أن "المياه الملوثة التي تصل إلى المدينة في الفترة الأخيرة هي السبب المباشر لانتشار المرض، والمليشيا المسيطرة على الرقة تصر على أن المياه صالحة للشرب ولا تسبب أي ضرر. يكذبون لمحاولة تجميل صورتهم المقيتة التي بات الناس يكرهونها".

وقالت علياء خضر لـ"العربي الجديد": "هذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها الأمراض في الرقة، والآن كخطوة احترازية نقوم بغلي الماء قبل استخدامه، ونقوم بشراء مياه معبأة للشرب للحفاظ على صحتنا وصحة أبنائنا. لم نعد نثق بالكلام المتداول حول كون مياه الصنبور نظيفة وقابلة للاستخدام الصحي".
ويطالب بدر علي، مليشيا "قسد" بإيجاد حل وعدم تكرار حجج من عينة أن تلك الأمراض ناتجة عن الإهمال، أو الوجبات الملوثة من المطاعم، أو انحسار مياه نهر الفرات في أماكن عديدة.
ويؤكد لـ"العربي الجديد"، أن "الأطفال هم غالبية ضحايا هذه الأمراض، إذ لا يمكن على الدوام معرفة من أين يحصلون على المياه، فضلا عن أنهم في ساعات الحر يذهبون للسباحة على ضفاف النهر أو تحت الجسر، ولا ندري إن كانت مياه الفرات خالية من الأوبئة والأمراض".

دلالات
المساهمون