6 ملايين مغربي على الشبكة العنكبوتية

04 مارس 2015
انتشار استخدام الإنترنت بين المغاربة (فرانس برس)
+ الخط -
قد لا يختلف المتتبعون للشأن الاقتصادي في المغرب على أن قطاع الاتصالات والإنترنت يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية. يرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل، أهمها ارتفاع الطلب الداخلي على خدمات الإنترنت، والمنافسة بين الشركات الفاعلة الثلاث في مجال الإنترنت، وهي شركة اتصالات المغرب، وشركة ميدتيل، ثم شركة إنوي، آخر الملتحقين بسوق الإنترنت في المغرب. 

نمو قوي 
تؤكد الأرقام السنوية الصادرة عن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، وهي الهيئة الحكومية الموكل إليها تنظيم قطاع الإنترنت بالمغرب، أن عدد المشتركين في خدمات الإنترنت إلى منتصف عام 2014 فاق ستة ملايين مستخدم.
ينقسم هؤلاء بين مستخدمين لخدمات الإنترنت عبر الهاتف المنتقل أي خدمات الجيل الثالث بنسبة تصل الى 85% بينما يشكل مستخدمو الإنترنت في المنازل أو الشركات نسبة 15%.
كما تكشف الدراسات، أنه إذا كان عدد المستخدمين ستة ملايين مستخدم، فإن عدد المستفيدين من هذه الاشتراكات يبلغ 18 مليون مواطن، أي ما يعادل 60% من سكان المغرب. وتدل معطيات أن تطور قطاع الإنترنت في المغرب يتعلق بارتفاع عدد المواقع المحدثة خلال العام 2013، حيث فاق العدد 70 ألف موقع جديد، وما زال هذا العدد يعرف ارتفاعاً تلو الآخر.
يؤكد خبير تطوير المحتوى في الإنترنت هشام بنعلي، أن المغرب عرف نمواً منذ العام 2009، وهو عام إطلاق مخطط المغرب الرقمي، وقد ساهمت المذكرة التوجيهية الصادرة عن الحكومة في النهوض بقطاع الاتصالات في المغرب.
ويقول بنعلي لـ "العربي الجديد": "ساهمت هاتان الوثيقتان في رفع حجم البنية التحتية المخصصة للإنترنت، وإدماج مناطق مختلفة من المغرب في التطور الرقمي المغربي، وهو الأمر الذي يفسر ارتفاع عدد المستخدمين في الإنترنت، بسبب توسع الثقافة الرقمية. ويؤكد أن ثقافة الإنترنت قد انتقلت حتى إلى القطاعات الحكومية، حيث تم إنجاز 60 مشروعاً مرتبطاً بالحكومة الرقمية الهادفة إلى رقمنة جميع الإجراءات الإدارية.

استثمارات واعدة 
وتتقاسم ثلاث شركات اتصالات سوق الإنترنت الضخم في المغرب، وهي شركة اتصالات المغرب المستحوذة على 55% من سوق الإنترنت، تليها شركة ميدتيل بحصة من السوق تصل إلى 35%، ثم شركة إنوي التي تمتلك 9% فقط من سوق الإنترنت، وهو أمر يمكن تفهمه لأن إنوي تعتبر آخر الوافدين إلى قطاع الاتصالات والإنترنت في المغرب.
يعرف السوق تطورًا مهماً كل عام، وذلك نظراً لقوة المنافسة بين الشركات الثلاث المتخصصة في الإنترنت، حيث تتنافس من أجل رفع حصتها في السوق. وتقوم هذه الشركات بضخ الملايين من الدولارات، لاستثمارها في القطاع. فقد أعلنت شركة اتصالات المغرب، في العام 2014 عن مخطط استثماري قيمته مليار دولار من أجل تطوير البنية التحتية المتعلقة بالإنترنت من جهة، ومن أجل إطلاق إنترنت عالي السرعة عبر الألياف البصرية من جهة ثانية، إضافة إلى إطلاق الجيل الرابع من الإنترنت.
ولا يعتبر الاستثمار في مجال الإنترنت حكراً على "اتصالات المغرب" وحدها، فقد أعلنت شركة "ميدتيل" عن برنامجها الاستثماري الممتد على أربع سنوات، بقيمة تبلغ 400 مليون دولار، منها 100 مليون دولار تم إنفاقها خلال العام الماضي من أجل تطوير سرعة الإنترنت المقدمة. وعلى غرار "اتصالات المغرب"، فقد خصصت شركة "ميدتيل" حوالي 250 مليون دولار من أجل تطوير الإنترنت عبر الألياف البصرية، إلى جانب استثمار 50 مليون دولار على الجيل الرابع من الإنترنت والمتوقع إطلاقه خلال العام الحالي. وفي ذات الإطار، خصصت شركة "إنوي" أكثر من مليار دولار سيتم إنفاقها خلال السنوات الخمس القادمة، منها 70 مليون دولار ستخصص للألياف البصرية.
ومن خلال متابعة البرامج الاستثمارية للشركات الثلاث، يظهر جلياً بأنها تركز على إطلاق الجيل الرابع للإنترنت، وتطوير الإنترنت عالي السرعة بالألياف البصرية، إلى جانب تطوير البنية التحتية المتعلقة بالإنترنت. وسيصل مجموع ما ستستثمره الشركات الثلاث على قطاع الاتصالات والإنترنت خلال السنوات الخمس القادمة سيصل إلى 2.4 مليار دولار.
ومن جهته يقدم الخبير في الأمن المعلوماتي، إدريس الرومي، توقعاته بشأن تطور قطاع الإنترنت. ويشدد الرومي على أن قطاع الإنترنت سيواصل نموه خلال السنوات المقبلة. ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل، أولها ارتفاع الإقبال على اقتناء الهواتف الذكية، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت المحمول. كما أن إطلاق المغرب للجيل الرابع من الإنترنت سيؤدي إلى نقلة نوعية في مجال الإنترنت في البلاد.
ويقول إدريس الرومي: "يشير آخر استطلاع للرأي حول مدى انتظار المغاربة للجيل الرابع للإنترنت، أن 70% من المواطنين ينتظرون هذا الجيل الجديد للإنترنت، لافتاً بأن المنافسة بين الفاعلين الثلاثة في قطاع الإنترنت، ستكون لصالح المستهلك، خصوصاً في ما يتعلق بالأسعار التي تسجل تراجعاً كل عام وسيتواصل هذا التراجع خلال السنوات المقبلة".

إقرأ أيضاً: هل يعتبر الذهب ملاذاً آمناً للاستثمار في البورصات العربية؟
المساهمون