ونقلت "فرانس برس" عن مصادر سياسية يمنية، أن الحوثيين طرحوا حزمة شروط على المبعوث الأممي مقابل الانسحاب من مدينة الحديدة، بينها "دفع رواتب الموظفين العسكريين والمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وإعادة فتح مطار صنعاء والسماح بحركة الطيران التجاري، ووقف الغارات الجوية للتحالف ورفع الحصار عن الموانئ اليمنية، إضافة إلى تقديم اعتذار عن مقتل صالح الصماد، أعلى مسؤول سياسي لدى الحوثيين، بغارة في إبريل/نيسان الماضي، في محافظة الحديدة".
ونقلت الوكالة أيضاً عن مسؤول حكومي يمني كبير في الرياض، أن "الحوثيين أظهروا موقفاً متصلباً ووضعوا شروطاً تحول دون نجاح مساعي الحل السياسي". مضيفاً أن "مساعي المبعوث الأممي لإقناع الحوثيين بتجنيب الحديدة معركة عسكرية والانسحاب منها دون قتال، وتسليم الميناء لوضعه تحت إشراف الأمم المتحدة فشلت حتى الآن، نتيجة الشروط".
واختتم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس، زيارة إلى صنعاء، معرباً عن قلقه من الهجوم على مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، على بعد 230 كيلومتر من صنعاء والتي تعتبر نقطة حيوية للمساعدات الإنسانية التي تصل عبر مينائها.
وقال: "سمعت من خبراء عديدين خلال هذه الزيارة عن الهجوم على الحديدة والتبعات الخطيرة على الوضع الإنساني التي قد تنتج عنه والتي يمكن تفاديها"، مضيفاً "أشعر بالقلق أيضاً من تبعات الهجوم على المسار السياسي وفرص التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع".
في نيويورك، قال المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك، إنّ زيارة غريفيث إلى صنعاء تهدف إلى البحث في الوضع في محيط ميناء الحديدة، إضافة إلى سبل استئناف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
ومن المقرر أن يرفع غريفيث إلى مجلس الأمن الدولي في 18 يونيو/حزيران الجاري تقريراً عن جهوده للحل في اليمن.
وكان التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية، أعلن عن تقدم جديد للقوات الموالية للحكومة نحو مدينة الحديدة حيث باتت على بعد تسعة كيلومترات، مشيراً إلى أن هذه القوات بمشاركة القوات الإماراتية تنهي استعداداتها قبل "تحرير" المدينة.
ودعا غريفيث مجدداً أمس، إلى فتح المطار، قائلاً: "أطالب جميع الأطراف بالعمل على فتح المطار أمام الرحلات التجارية".
في سياق متصل، ذكر مسؤولون أميركيون، الثلاثاء، أنّ الولايات المتحدة حذّرت الإمارات من شن هجوم على مدينة الحديدة، وأفاد مصدران مطلعان لوكالة "رويترز" بأن مسؤولين أميركيين التقوا في البيت الأبيض، الثلاثاء، لبحث الأزمة.
وذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض أنّ واشنطن تعارض أي جهود من جانب الإمارات والقوات اليمنية التي تساندها للسيطرة على المدينة.