ولا يمكن القول إنّ الجمال خاصَم كامل تماماً، فهي تتمتع بقوام ومواصفات "بنت الحتة" التي يمكنك أن تراها في أي محافظة مصرية، بل في أي بلد عربي.
وفي المقابل، تتمتع بموهبة لا مثيل لها، إذ تتمتع موهبتها بالتلقائية الخالصة والبساطة المفرطة، مما منحها نجومية فريدة من نوعها.
وبالإضافة إلى أدوارها الكثيرة والمتنوعة، لعبت عبلة كامل أدوار البنت الحبيبة، والتي تقع في غرام البطل، لتكون بدورها "فتاة أحلام" من نوع آخر.
وفي فيلم "هستيريا" (1996) الذي فازت كامل عنه بجائزة أحسن ممثلة في المهرجان القومي الرابع للسينما، لعبت دور "وداد" التي تعمل في محل لبيع العصافير. تذهب وداد يومياً إلى المترو لترى زين (أحمد زكي) الذي لا يلاحظ وجودها، حتى تزعم أنها زوجته، لتخلصه من الشرطة في مترو الأنفاق حيث يغني.
لا تدّعي "وداد" الثقل، ولا تجيد لعبة اللف والدوران، وحين يسألها "زين": "إنت مين وعايزة إيه"، ترد ببساطة مفرطة: "أنا وداد وعايزاك تشوفني حلوة وكده".
وخلال الفيلم، تعبر عن أمنية في منتهى البساطة قد تتشاركها معها أي فتاة: "أنا ممكن لا أكل ولا أشرب ولا أنام، بس الراجل اللي أحبه يطبطب عليا، ويقولي سلامة رجلك من الوقفة يا وداد". لينتهي الفيلم، ونحن نشعر جميعنا بالذنب تجاه "وداد" وكل اللواتي يشبهنها، بعد أن تقول: "أنا بحبك وبحلم بيك يا زين، ذنبي في رقبتك بقى، ذنبي في رقبة أبويا وأمي اللي ماتوا وسابوني في رقبة زينات أختي، ذنبي في رقبتكو كلكو يا اللي ماشيين في ميدان التحرير".
أمّا في فيلم "سواق الهانم" (1994) الذي جمعها أيضاً بالفنان الراحل، أحمد زكي، لا يقع أي منا في حب أفكار (شيرين سيف النصر) الفاتنة حين تغرم بـ"حسن" (أحمد زكي). بل نشعر بلاعدالة هذه المنافسة بين عواطف (عبلة كامل) و"أفكار" الغنية التي تلبس آخر صيحات الموضة وتظهر في كامل جمالها وأناقتها في كل لقطة.
وفي إحدى المرات الكثيرة التي لا ننبهر فيها بالـ"فيديت"، ننتظر أن يعود "حسن" ليتزوج من "عواطف" التي تنشر الغسيل على السطح، وهل باستطاعة أحد منا ألا ينبهر بـ"عواطف"، وهي تقول جملتها الشهيرة "قمر، بحب قمر يا ناس" بكل عفويتها وخفتها؟
وأمام الفنان الراحل، نور الشريف، في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" (1995)، لعبت عبلة كامل دور "فاطمة" بائعة الكشري التي تحب "عبد الغفور"، وتقف إلى جانبه في كل المواقف حتى يتحول من أجير فقير إلى ملياردير.
ولا يقتصر دورها هذا على بنت البلد "الجدعة" التي تقف إلى جانب زوجها، وهي نموذج لكثيرات لعبن الدور نفسه في الواقع أيضاً، بل تظهر بدور الحبيبة التي لا يمكن أن يفرّط فيها "عبد الغفور" أبداً.
لم ينظر "عبد الغفور" إلى زوجته "فاطمة" بعين الامتنان فقط، بل نظر إليها بعين الحب، وعندما يقول لها: "انت بتحلوي كدة ازاي"، نصدق جميعنا في هذه اللحظات أن "فاطمة" هي المرأة الأجمل في العالم فعلاً.
في عيد ميلادها الـ56، الذي صادف أمس 17 سبتمبر، لا تزال عبلة كامل تقول للنساء إن قصص الحب لا تصنعها الأميرات. قصص الحب تصنعها "وداد"، و"عواطف"، و"فاطمة"، ونساء كثيرات مثلهن.