دخلنا العد التنازلي لبطولة أميركا المفتوحة للتنس، ومعها بات لاعبو كرة المضرب، متأهبين لخوض معركة جديدة، ورغم أن الأيام الآن بدأت تلعب عامل ضغط على اللاعبين، في ظل اقتراب الموعد المنتظر، إلا أن الجميع سيسعى لزيادة حدة التدريب، والاستفادة من الوقت المتبقي.
ولعل أبرز المتراجعين على الساحة حالياً، هو الإسباني رافائيل نادال، والذي كان في فترة سابقة، متصدراً للترتيب العام، ولكن الإصابة التي ألمت به، جعلته يفقد الكثير من مستواه، مما دفعه لخسارة الكثير من البطولات، وهدرٍ خيالي في النقاط، ليصبح حالياً في المركز العاشر.
وفي حال خسارة نادال في الأدوار الأولى، وفوز منافسين قريبين منه، فإن ذلك قد يعرضه لخسارة مركزه، والخروج من المراكز العشرة الأولى، وقد يعتبر ذلك، ضربة قوية للاعب الإسباني، وسيصادف نادال 5 عقبات، للفوز بالبطولة، وحصد نقاط للبقاء ضمن لاعبي المقدمة.
الثقة بالنفس:
بعد العودة من الإصابة، وخوض عدة بطولات في الغراند سلام، ومن خلاله تصريحاته، يبدو أن "رافا"، قد فقد الكثير من الثقة بالنفس، حيث نراه في الكثير من المباريات، متوتراً وغير واثق في قدراته، إذ لم يستعد اللاعب الإسباني، كامل تركيزه، وذلك يعود لضغط نفسي، ناتج عن وسائل الإعلام، التي تسلط الضوء عليه قبل كل بطولة، وعن المدى الذي قد يصل إليه، ومن ثم التعليق على خسارته بشكل سلبي.
الملاعب الصلبة:
إن بطولة أميركا المفتوحة للتنس، تلعب على أرض صلبة، وذلك يجعل الكرة سريعة جداً، لدى ارتطامها بالأرض، أكثر من باقي الأرضيات (العشبية والترابية)، ولطالما واجه نادال مشاكل في مثل هذه الملاعب، لكنه سيحاول الاعتماد على تسديداته القوية، وهي التي قد تساعده أمام خصومه في هذه البطولة، لكن لطالما أبدا اللاعب أنه لا يجد نفسه متميزاً على مثل هذه الأرضية.
التخبط في المستوى:
يعيش نادال حالة من التذبذب في المستوى، ففي بعض الأحيان، نراه يقدم أداء مميزا، لكن في لحظة أخرى يهبط النسق، ويضيع الكثير من الكرات، مما يجعله يرتبك ويفقد تركيزه، ليخسر المباراة بعد ذلك، والأهم أنه يسقط أمام لاعبين غير معروفين في بعض الأحيان، وهذا الأمر يعود بنا، إلى انعدام الثقة بالنفس، مما يكون عاملاً سلبياً لدى مواجهته كبار اللاعبين. بالإضافة إلى المستوى البدني.
ارتفاع مستوى المنافسين:
في ظل تراجع نادال في المستوى، نرى أن لاعبين آخرين يرتفع مستواهم تدريجياً، فيكاد الصربي نوفاك ديوكوفيتش أن يسيطر على كل البطولات، فيما استعاد السويسري روجيه فيدرير الكثير من مستواه وقدراته، وبات قادراً على الوصول إلى النهائي، عبر الاعتماد على خبرته الطويلة في الملاعب، كما أن البريطاني أندي موراي يعيش طفرة في الأداء، حاله حال السويسري ستان فافرينكا، الذي هزم "نولي" متصدر الترتيب العام في بطولة رولان غاروس.
الابتعاد عن الألقاب:
لم يستطع نادال الفوز هذا العام بأي بطولة، حيث خسر أيضاً أهم لقب مسجل باسمه في رولان غاروس، والذي كان بطلاً له في 9 مناسبات، كما أن عام 2015 كان كارثياً له، فغاب عن منصات التتويج في الغراند سلام، وهو فاز فقط في مناسبتين ببطولة أميركا المفتوحة وآخرها كان في عام 2013، عندما كان في قمة مستواه.
اقرأ أيضاً: لاعب سلّة أرجنتيني.. "ميسي جوهرة الرياضة.. ولعنته ستُصيب منتقديه"