5 أسباب ساهمت في اكتفاء الربيعي بالبرونزية في ريو

16 اغسطس 2016
أسباب عديدة ساهمت في توقف رحلة الربيعي(Getty)
+ الخط -

كان كثير من المغاربة يعقدون كل آمالهم على الملاكم المغربي، محمد الربيعي، لإهداء البلاد ميداليته الذهبية السابعة في تاريخ الألعاب الأولمبية، والأولى منذ آخر ذهبيتين للأسطورة، هشام الكروج في دورة أثينا باليونان عام 2004، لكن الربيعي، حذا حذو مواطنيه من الملاكمين السابقين، والذين اكتفوا هم كذلك بثلاث نحاسيات، هي رصيد الملاكمة المغربية في تاريخ الأولمبياد، من إمضاء الأخوين، عاشيق عبد الحق ومحمد، ثم الطاهر التمسماني.

في ما يلي نستعرض خمسة أسباب حقيقية جعلت البطل العالمي، يخفق في تكرار إنجاز بطولة العالم، والتتويج بذهب الأولمبياد، والاكتفاء بالبروزنز في أولى مشاركاته على صعيد الأولمبياد.

1.تحيز تحكيمي في نصف النهائي
اعتبر المدير الفني المغربي المعروف، عثمان فضلي، خلال تحليله مجريات المباراة على إحدى القنوات التلفزيونية المغربية مباشرة، أن قضاة اللقاء، وخصوصاً حكم الوسط تغاضى عن توجيه إنذار للملاكم الخصم، الأوزبكي شاخرام كياسوف، خلال الجولة الأولى من المباراة، بعد أن قام الأخير بتوجيه لكمة تحت الحزام للربيعي، تعتبر حسبه غير قانونية وكانت تستوجب إنذاراً. فضلي قال في تحليله، إن الملاكم المغربي، تأثر نفسياً بشكل واضح من انحياز التحكيم في الجولة الأولى، التي خرج منها مهزوماً بإجماع القضاة بنتيجة 30 مقابل 27.

2.ضعف الإعداد البدني والنفسي
قال محمد اللوميني، نائب رئيس الاتحاد المغربي للملاكمة، في تصريحات إعلامية بالمغرب عقب خسارة الربيعي في مباراة الدور النصف النهائي، أن الأخير بدا عليه الإعياء البدني بشكل واضح خلال المباراة، وخصوصاً خلال الجولتين الثانية والثالثة، واللتين سقطا فيهما أكثر من مرة، ليس بسبب لكمات الخصم، ولكن فقط بسبب التعب والإنهاك.

وتابع اللوميني، إن الربيعي بدا غير مهيأ نفسياً بالشكل الذي يليق بمباراة نصف نهائي الألعاب الأولمبية، على الرغم من أنه كان قد ضمن الفوز بإحدى الميداليات لمروره إلى هذا الدور المتقدم من المنافسة.

3ـ تأثر الربيعي نفسيّاً من مشاكل زملائه
خروج الربيعي من دور نصف النهائي، وزن أقل من 69 كغم بالألعاب الأولمبية ريو 2016، دليل واضح على عدم جاهزيته المطلقة لخوض مباريات الدورة بنفس الإيقاع بغية الحصول على ذهب الأولمبياد. نائب رئيس الاتحاد، اللوميني أكد كذلك في تصريحاته الأخيرة، أن الربيعي تأثر بشكل كبير نفسياً، من مشاكل زملائه بالمنتخب المغربي للملاكمة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، ومنها مشكلة المنشطات التي وقع فيها ثلاثة ملاكمين مغاربة كانوا مؤهلين إلى ألعاب ريو، وهم حمزة البربري، هرنوف، بالإضافة الى محمد العرجاوي الذي كسب براءته في الأيام الأخيرة التي سبقت انطلاقة الألعاب.

وانضاف إلى مشكلة المنشطات، مشكلة اعتقال ملاكم آخر بسبب ما ادعته عاملتا نظافة برازيليتان من تحرش جنسي، وهو الأمر الذي يكون قد أثر نفسياً على الرياضيين المغاربة المتواجدين بالألعاب وليس فقط الربيعي.

4ـ غياب الدعم الحقيقي بالمغرب
يرى اللوميني، أنه من الأسباب العميقة والحقيقة التي تجعل أي رياضي مغربي يخفق في إحراز الميدالية الذهبية بالألعاب الأولمبية بصفة عامة، غياب سياسة رياضية حقيقية من الدولة ممثلة بالحكومات المتعاقبة، والأحزاب السياسية، والتي تخصص ميزانية خجولة حسب رأيه، للنهوض بالرياضة في المغرب.

اللوميني، أكد كذلك أنه وخلفاً للمعتقد السائد، فليس هناك أي خلاف بين الاتحاد المغربي للملاكمة، والهيئات المنظمة للرياضة بالمغرب، سواء تعلق الأمر بوزارة الشبيبة والرياضة، أو اللجنة الوطنية الأولمبية، مؤكداً أنهما تعملان كل ما في وسعهما لمساعدة الاتحادات المحلية وفقاً للإمكانيات والميزانيات المتوفرة من الحكومات، والتي تبقى بعيدة كل البعد عما يتطلبه الأمر، لتحقيق طموح الشعب المغربي في رؤية أبطاله متوجين بالذهب خلال أي أولمبياد.

وأبرز اللوميني، أن تجهيز رياضيي النخبة بالمغرب والوصول الى أعلى مستويات من النتائج المشرفة يتطلب العمل بمقتضيات الرسالة الملكية التي تليت خلال المناظرة الوطنية للرياضة بالمغرب عام 2008، مؤكداً، في ذات الوقت، أنه لو تم العمل بها منذ ذاك الحين، لما تم صرف ميزانيات ضخمة على كرة القدم كمثال دون نتائج مهمة تذكر.

وعانى الربيعي كثيراً، شأنه في ذلك شأن باقي الملاكمين المغاربة، من ضعف الإمكانيات المادية، طيلة مشوارهم، بالإضافة إلى وضعيتهم الاجتماعية المحدودة، هذا من دون استثناء تفكيرهم في المستقبل، حيث ما إن ينتهي مشوار أي رياضي مغربي في سن مبكرة، حتى تراه محتاجاً يطالب بوظيفية، وهو أمر يستعصي إدراكه على الغالبية، وهو ما يعني المعاناة في ما تبقى من العمر، سواء من ناحية العمل، وتوفير قوت العيش أو التغطية الصحية.


5ـ قوة الخصوم في الألعاب الأولمبية
على النقيض من منافسات بطولة العالم، فإن للألعاب الأولمبية خصوصيات، تجعلها مطمح كل الرياضيين الأول بالعالم، الأمر الذي يجعل نوعية الخصوم مختلفة نوعاً ما وأكثر صعوبة.

وعلى الرغم من إعفائه من خوض الدور الأول من المنافسات خلال ألعاب ريو، كونه بطلاً للعالم في وزنه، فإن الربيعي واجه خصماً عنيداً خلال دور الثمن النهائي، حيث تحدث العديد بالمغرب، عن تتويج مسبق للربيعي في حال تجاوزه الملاكم الكيني رايتون خلال مباراة هذا الدور.

وفعلاً، كان اللقاء غاية في الصعوبة، إذ إن رايتون، يعتبر وصيفاً لبطل سلسلة الملاكمين المحترفين عام 2014، والتي تجرى مبارياتها عبر 12 جولة، كما سبق له أن أزاح خلال الدور الأول وصيف بطل نسخة 2015 من نفس السلسة، الشيء الذي يدل على أنه منافس شرس للغاية. الربيعي، فاز بصعوبة بالغة بالجولتين الأولى والثالثة، فيما كان التفوق للكيني في الجولة الثانية، ما يعني أن الملاكم المغربي بذل مجهوداً كبيراً للوصول إلى الدور التالي.

وعلى الرغم من تجاوزه عقبة الإيرلندي ستيفن جيرارد دونلي في دور الربع، فإن الربيعي وجد أمامه خصماً قوياً في دور نصف النهائي، وهو الأوزباكي شاخرام كياسوف، الذي فاز في دور الربع نهائي على ملاكم من المدرسة الكوبية إحدى أشهر مدارس الملاكمة العالمية.

المساهمون