يترقب عشاق الكرة الإنجليزية، قمة مثيرة ستجمع بين الجارين اللدودين أرسنال وتوتنهام وهي معروفة بـ "ديربي شمال لندن"، إذ سيقف الفريقان وجها لوجه مساء اليوم الأربعاء في مباراة الدور الثالث من مسابقة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية لكرة القدم.
ولن تكون القمة الأولى التي تجمع بين فريقي "شمال لندن" هذا الموسم على ملعب توتنهام هوتسبير عادية ذلك أنها دائما تحفل بإثارة وندية منتظرة وهو ما سيكون متوقعا حين يلتقي الفريقان في البطولة للمرة الرابعة في العشرة مواسم الأخيرة.
ولا شك أن القمة المثيرة تحمل في طياتها الكثير من الحكايات، ذلك أنها حفلت مرارا بالأحداث التاريخية بين الفريقين اللذين يحملان لبعضهما كراهية كروية تنافسية، وربما هي الكبرى في كرة القدم الإنجليزية كما يؤكد العديد من المتابعين.
وفجر المهاجم الفرنسي السابق تيري هنري قبل أيام، أول التصريحات الإعلامية التي أشعلت فتيل الإثارة بين الناديين قبل المباراة، حين عاد ليؤكد من جديد أنه "تعلم كراهية توتنهام" عندما كان لاعباً في صفوف أرسنال بل أشار إلى أن هذه "ثقافة اكتسبها" خلال السنوات التي لعب فيها لأرسنال، ومن هذا الباب يستعرض "العربي الجديد" بعض أسباب الكراهية بين الناديين بحسب ما تؤكده الأحداث التاريخية..
1.رحيل أرسنال قرب مقر توتنهام
يرى الكثيرون أن السبب الاستهلالي الأول في اشتعال "فتيل" الكراهية بين الفريقين وعداوتهما لبعضهما البعض؛ هو القرار الذي اتخذه ارسنال في العام 1913 حينما انتقل من ملعب "مانور غراوند" إلى "هايبري" شمال لندن ليصبح على بعد أقل من 4 أميال من ملعب "وايت هارت لين" معقل توتنهام هوتسبير، وبالتالي فإن التقارب بطبيعته يولد حالة طبيعية من الغيرة والتنافس الشديد.
2-تأهل أرسنال للدرجة الممتازة
كان تأهل أرسنال الى الدرجة الممتازة في العام 1919، بمثابة القشة التي قصمت ظهر توتنهام؛ ويراه كثيرون السبب الرئيسي في كراهية الناديين لبعضهما البعض، إذ يشير التاريخ إلى أن أرسنال صعد للأضواء بطريقة ظالمة بحسب ما يراه عشاق توتنهام وبعد مؤامرة، في ظل قرار اتحاد كرة القدم الإنجليزي زيادة عدد فرق الدرجة الأولى إلى 22 نادياً عوضا عن 20، ويقال إن أرسنال صعد بفضل قوة علاقات مالكه السير هنري نوريس.
كما تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الاتحاد الإنجليزي قرر تصعيد أرسنال على حساب توتنهام الذي كان يحتل آخر مركز في الأضواء لأنه اعتبره أول ناد من الشرق-رغم رحيله- ما تسبب بأول شرارة عداوة مباشرة بينهما، لكن الاتحاد اعترف بالخطأ وتم تصحيحه في عام 1980.
3-تغير شعار المدفع
كما يعلم الجميع فإن شعار أرسنال الشهير" المدفع"، وفي إحدى المرات، قرر أرسنال إجراء تعديل بسيط على شعاره الشهير، بتغير المدفع من الشمال إلى اليمين، وبطريقة أو بأخرى بدا أن فوهة المدفع مصوبة نحو نادي توتنهام بشكل متعمد، وبالتحديد في الاتجاه الذي يقع فيه ملعب "وايت هارت لين" الخاص بنادي توتنهام هوتسبير على يمين مقر الأرسنال أي باتجاه المدفع ما أثار حفيظة جماهير توتنهام.
4-انتقالات وخيانة
يشهد التاريخ على انتقال العديد من اللاعبين من ارسنال لتوتنهام والعكس كذلك، وفي عرف الجماهير فإن تلك تعد "خيانة" لا تغتفر ما زاد فتيل الكراهية بين الناديين، حيث يسجل التاريخ انتقال اللاعب سول كامبل في 2001 من توتنهام هوتسبير إلى نادي أرسنال، ليطلق عليه مشجعو توتنهام ألقابا بغيضة، كما شكل انتقال المدرب جورج غراهام الذي قضى حياته في ارسنال لاعبا حتى عام 1972، ومدربا في عام 1986 وحتى عام 1995، لكنه بعد ثلاثة سنين انتقل إلى تدريب نادي توتنهام هوتسبير، ودربهم حتى عام 2001.
كما يعد إيمانويل أديبايور واحدا من اللاعبين الذين لعبوا مع كلا الفريقين بل إنه يعد الهداف التاريخي للديربي بتسجيله 10 أهداف، حيث سجل 8 أهداف حين كان لاعبا في آرسنال وهدفين حين كان لاعبا مع توتنهام هوتسبير.
ولن ينسى عشاق المدفعجية أيضا فتاهم السابق هاري كين الذي بدأ عشقه في أرسنال، لكنه انتقل بسبب فينغر الى توتنهام هوتسبير الذي رعاه وبات أحد أهم الهدافين الحاليين، بل نجح في الموسم الماضي بتسجيل هدفين مزّقا شباك أرسنال، وسبّبا له جرحا بالهزيمة بهدفين على يد عدوه توتنهام.
5-هزائم مذلة
شكلت الهزائم المذلة في مباريات الفريقين سببا من أسباب الكراهية، حيث سجل ارسنال أكبر نتيجة في تاريخ الديربي بفوزه عام 1935 بنتيجة 6-0 فيما فاز أرسنال 5-3 في مواجهتي قبل نهائي البطولة في موسم 2006-2007 بينما فاز توتنهام 6-2 في الدور ذاته بالموسم التالي، كما فاز أرسنال 4-1 على أرض توتنهام في الدور الثالث من البطولة 2010، وفي المحصلة يعتبر أرسنال الأكثر انتصارا على جاره اللدود، بواقع 77 انتصاراً مقابل 54 انتصاراً لتوتنهام و 48 تعادلاً.
اقرأ ايضاً..
احتجاجاً على رودجيرز... جماهير ليفربول ستستقبله بزي "كلوب"!