زادت وتيرة الاستعدادات الرسمية والحزبية في لبنان لخوض الانتخابات البرلمانية الأولى منذ عام 2009، وقد سادت لغة الأرقام على الخطاب الطائفي مع محاولة مختلف القوى حصر توزيع الأصوات بشكل دقيق لضمان فوز المرشحين مع أدنى حد من الخروق. وشكّلت دعوة رئيس الحكومة ورئيس "تيار المستقبل"، سعد الحريري، أنصاره في شمال لبنان منح الصوت التفضيلي في الانتخابات لصالح وزير الخارجية، ورئيس "التيار الوطني الحر"، وصهر رئيس الجمهورية، جبران باسيل، أكبر مفارقة في الساعات الأخيرة قبل موعد الانتخابات التي ستنطلق صباح الأحد في السادس من مايو/أيار الحالي.
كما عبّرت بشكل فاضح عن تغليب كل القوى السياسية لحسابات تقاسم المقاعد النيابية فيما بينها، ومنع وصول نواب من خارج اللوبي السياسي الحاكم، فوق أي اعتبار سياسي للعناوين التي قسمت اللبنانيين منذ عام 2005 وحتى عام 2016. وتُشكّل التحالفات العجيبة المسيطرة على هذه الانتخابات امتداداً للتسوية السياسية التي أدت لانتخاب حليف "حزب الله" ميشال عون، رئيساً، مقابل عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة.
وقد وزّعت الأحزاب الكبرى في لبنان تعليمات لجماهيرها عبر الماكينات الانتخابية لتوزيع الأصوات التفضيلية، التي نص القانون الانتخابي الجديد على منحها لأحد المرشحين في اللائحة التي يُصوّت لها المُقترع، في محاولة لمنع خرق اللوائح من قبل المُنافسين المُستقلين. وذلك بعد أن انحصرت المعركة الانتخابية في معظم الدوائر بين الأحزاب الممثلة في الحكومة وفي البرلمان الحالي، وبين مرشحي المجتمع المدني والمُستقلين. وفي نفس الوقت تخوض هذه الأحزاب معارك فرعية في بعض الدوائر، مقابل تحالفها في دوائر أخرى. وشكّلت شبكة التحالفات التي صاغها باسيل تقاطعاً لتياره السياسي مع مُختلف القوى المتعارضة. وهو المُتحالف مع "حزب الله" في إحدى دوائر جبل لبنان، بينما ينافسه في دوائر أخرى. كما يتحالف تيار باسيل مع "المستقبل" في بعض الدوائر، ومع منافسي "المستقبل"، الجناح اللبناني للإخوان المسلمين "الجماعة الإسلامية"، في دائرتي عكار وصيدا.
وقد أدت هذه التحالفات إلى ضياع الجمهور السياسي/الطائفي للأحزاب، بعد أن ضاعت سنوات "النضال" وحلّ عهد التسويات. وانعكس هذا الأمر خلال الساعات القليلة المُتبقية قبل الانتخابات، مع توجيه طاقة جماهير الأحزاب باتجاه كل القوى المعارضة ضمن الصف الطائفي الواحد. كما واصل وزير الداخلية، نهاد المشنوق، هجومه على المرشحين المنافسين له في دائرة بيروت الثانية، ووصف المصوتين لهم بأنهم "أصحاب الأصوات الضائعة"، وبعد أن كان وصف منافسيه بـ"الأوباش" في خطاب سابق. ولم يسلم مرشّحو "المجتمع المدني" من عدوى التحالفات العجيبة، مع انتقاد عدد كبير من الناشطين لتحالف "كلنا وطني" الذي حاول جمع مُختلف القوى التغييرية ضمن لوائح موحدة في مختلف المناطق. وهو ما أنتج لوائح تضم رجال أعمال، ووزراء ونواب سابقين، مع ناشطين مُستقلين تعرضت مصداقيتهم للمساءلة نتيجة هذه التحالفات.
وشهدت الساعات الأخيرة إشكالات محدودة في الشوارع اللبنانية، مع انتشار الماكينات الانتخابية للمرشحين على الأرض، وتزاحم الخيم الانتخابية للمتنافسين في الشوارع الضيقة. وسُجّل إطلاق نار في الهواء خلال المسيرات السيّارة التي تم تنظيمها، لا سيما في مدينة طرابلس شمالي لبنان، وفي منطقة بعلبك شرقي البلاد. وأظهرت التسجيلات أن مُطلقي النار هم من أنصار الأحزاب السياسية. مع العلم أن طرابلس وبعلبك ستشهدان حدّة كبيرة في يوم الانتخابات كونهما تمثّلان جزءاً أساسياً من معارك إثبات الوجود لـ"تيار المستقبل" في أحد أهم معاقله السياسية، طرابلس، ولـ"حزب الله" في بعلبك.
اقــرأ أيضاً
كما تسارعت في الساعات الأخيرة وتيرة المهرجانات الشعبية التي قادت زعماء الأحزاب اللبنانية في جولات على مختلف المحافظات، لحث المواطنين على التصويت بكثافة، أملاً في رفع الحاصل الانتخابي الذي يحدد توزيع المقاعد البرلمانية في كل دائرة. وكان لافتاً خلال هذه المهرجانات انتقال ظاهرة الرقص الانتخابي من مصر إلى لبنان. وفي ظاهرة جديدة أصدرت جمعيات معنية بحقوق الحيوانات بيانات استنكار بعد انتشار مقاطع مُسجّلة لطلاء خراف وجمال باللون الأزرق (لون راية تيار المستقبل) قبل ذبحها خلال جولات الرئيس الحريري في المناطق. وقد انتشر فيديو لعملية سحل وضرب جمل بعد طلائه باللون الأزرق وقبل ذبحه أمام الموكب الرسمي للحريري. وقد أثار استخدام الوزراء والنواب الحاليين لمواكبهم الرسمية خلال الجولات الانتخابية تساؤلات عن شمول تكاليف استخدام المواكبة والحماية الأمنية الرسمية ضمن الإنفاق الانتخابي المسموح به لهم كمُرشحين.
وعلى الصعيد الرسمي، شهدت مختلف الإدارات المدنية والعسكرية الرسمية ما يشبه حالة الاستنفار لتأمين حسن سير اليوم الانتخابي. يبدأ الجيش اللبناني عملية انتشار واسعة في مُختلف المحافظات منذ اليوم الجمعة وحتى انتهاء عملية الفرز المتوقع أن تنتهي فجر الأحد - الإثنين.
كما شهد أمس الخميس، تصويت الموظفين الرسميين الذين سيتولون الإشراف على أقلام الاقتراع يوم الأحد. وقد تم استثناء الصحافيين من التصويت المُبكر، بعد إعلان وزير الإعلام ملحم رياشي، عن إمكانية منح الصحافيين حق التصويت المُبكر بسبب صعوبة انتقالهم إلى أماكن قيدهم والتصويت مع متابعة التغطية الإعلامية من مناطق أُخرى. كما يستعد المراقبون المحليون والدوليون لمتابعة اليوم الانتخابي، وتسجيل الملاحظات. وتواصل هيئة الإشراف على الانتخابات، إصدار التصاريح الإعلامية، ومتابعة التزام مختلف الأطراف بمرحلة الصمت الانتخابي التي تبدأ منتصف ليل الجمعة – السبت.
كما عبّرت بشكل فاضح عن تغليب كل القوى السياسية لحسابات تقاسم المقاعد النيابية فيما بينها، ومنع وصول نواب من خارج اللوبي السياسي الحاكم، فوق أي اعتبار سياسي للعناوين التي قسمت اللبنانيين منذ عام 2005 وحتى عام 2016. وتُشكّل التحالفات العجيبة المسيطرة على هذه الانتخابات امتداداً للتسوية السياسية التي أدت لانتخاب حليف "حزب الله" ميشال عون، رئيساً، مقابل عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة.
وقد وزّعت الأحزاب الكبرى في لبنان تعليمات لجماهيرها عبر الماكينات الانتخابية لتوزيع الأصوات التفضيلية، التي نص القانون الانتخابي الجديد على منحها لأحد المرشحين في اللائحة التي يُصوّت لها المُقترع، في محاولة لمنع خرق اللوائح من قبل المُنافسين المُستقلين. وذلك بعد أن انحصرت المعركة الانتخابية في معظم الدوائر بين الأحزاب الممثلة في الحكومة وفي البرلمان الحالي، وبين مرشحي المجتمع المدني والمُستقلين. وفي نفس الوقت تخوض هذه الأحزاب معارك فرعية في بعض الدوائر، مقابل تحالفها في دوائر أخرى. وشكّلت شبكة التحالفات التي صاغها باسيل تقاطعاً لتياره السياسي مع مُختلف القوى المتعارضة. وهو المُتحالف مع "حزب الله" في إحدى دوائر جبل لبنان، بينما ينافسه في دوائر أخرى. كما يتحالف تيار باسيل مع "المستقبل" في بعض الدوائر، ومع منافسي "المستقبل"، الجناح اللبناني للإخوان المسلمين "الجماعة الإسلامية"، في دائرتي عكار وصيدا.
وشهدت الساعات الأخيرة إشكالات محدودة في الشوارع اللبنانية، مع انتشار الماكينات الانتخابية للمرشحين على الأرض، وتزاحم الخيم الانتخابية للمتنافسين في الشوارع الضيقة. وسُجّل إطلاق نار في الهواء خلال المسيرات السيّارة التي تم تنظيمها، لا سيما في مدينة طرابلس شمالي لبنان، وفي منطقة بعلبك شرقي البلاد. وأظهرت التسجيلات أن مُطلقي النار هم من أنصار الأحزاب السياسية. مع العلم أن طرابلس وبعلبك ستشهدان حدّة كبيرة في يوم الانتخابات كونهما تمثّلان جزءاً أساسياً من معارك إثبات الوجود لـ"تيار المستقبل" في أحد أهم معاقله السياسية، طرابلس، ولـ"حزب الله" في بعلبك.
كما تسارعت في الساعات الأخيرة وتيرة المهرجانات الشعبية التي قادت زعماء الأحزاب اللبنانية في جولات على مختلف المحافظات، لحث المواطنين على التصويت بكثافة، أملاً في رفع الحاصل الانتخابي الذي يحدد توزيع المقاعد البرلمانية في كل دائرة. وكان لافتاً خلال هذه المهرجانات انتقال ظاهرة الرقص الانتخابي من مصر إلى لبنان. وفي ظاهرة جديدة أصدرت جمعيات معنية بحقوق الحيوانات بيانات استنكار بعد انتشار مقاطع مُسجّلة لطلاء خراف وجمال باللون الأزرق (لون راية تيار المستقبل) قبل ذبحها خلال جولات الرئيس الحريري في المناطق. وقد انتشر فيديو لعملية سحل وضرب جمل بعد طلائه باللون الأزرق وقبل ذبحه أمام الموكب الرسمي للحريري. وقد أثار استخدام الوزراء والنواب الحاليين لمواكبهم الرسمية خلال الجولات الانتخابية تساؤلات عن شمول تكاليف استخدام المواكبة والحماية الأمنية الرسمية ضمن الإنفاق الانتخابي المسموح به لهم كمُرشحين.
كما شهد أمس الخميس، تصويت الموظفين الرسميين الذين سيتولون الإشراف على أقلام الاقتراع يوم الأحد. وقد تم استثناء الصحافيين من التصويت المُبكر، بعد إعلان وزير الإعلام ملحم رياشي، عن إمكانية منح الصحافيين حق التصويت المُبكر بسبب صعوبة انتقالهم إلى أماكن قيدهم والتصويت مع متابعة التغطية الإعلامية من مناطق أُخرى. كما يستعد المراقبون المحليون والدوليون لمتابعة اليوم الانتخابي، وتسجيل الملاحظات. وتواصل هيئة الإشراف على الانتخابات، إصدار التصاريح الإعلامية، ومتابعة التزام مختلف الأطراف بمرحلة الصمت الانتخابي التي تبدأ منتصف ليل الجمعة – السبت.