وأوضح مصدر قريب من "التحالف الوطني" الحاكم في العراق، لـ"العربي الجديد"، أنّ "توجيهات صدرت من قبل هيئة الحشد الشعبي، التي يتزعمها فالح الفياض بنقل 5000 مقاتل من الحشد إلى سوريّة، لتعزيز جبهات القتال فيها". وبيّن أنّه "في غضون الثلاثة أيّام الماضية تم نقل نحو 3000 منهم وصلوا إلى دمشق، عبر مطاري بغداد والنجف وبطائرات عراقيّة وإيرانيّة".
وأشار إلى أنّ "2000 مقاتل يستعدون حاليّاً للمغادرة، وسيتم نقلهم خلال اليومين المقبلين"، موضحاً أنّ "المقاتلين الذين تم نقلهم هم ممن شاركوا بمعركة الفلوجة فقط، وغالبيتهم ينتمون إلى فصائل بدر والعصائب وكتائب رساليون وحزب الله العراق".
كما لفت إلى أنّ "المعلومات المتوفّرة تؤكّد أنّ مقاتلي الحشد، سيتم توزيعهم على جبهتي ريف حلب ودمشق، وأنّهم سيشاركون في المعارك بمعيّة قوات النظام السوري ضدّ المعارضة وتنظيم داعش".
وأكّد المصدر أنّ "نقل الحشد جاء بتوجيه إيراني، بعد الاتفاق مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي يعتزم شنّ هجمات على المعارضة، ويحتاج إلى تعزيزات عسكريّة".
من جهته، رأى الخبير في شؤون الجماعات المسلّحة، مروان حمادة، أنّ "جبهة العراق وسورية، أصبحت جبهة واحدة خاضعة لقيادة إيرانيّة".
ورأى حمادة خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "إيران تقود حرب الصراع الطائفي في المنطقة، وهي لا تريد أن تعتمد على قواتها الرسميّة بشكل معلن، الأمر الذي دفعها إلى تقوية المليشيات المسلّحة في العراق وسوريّة، وخصوصاً مليشيا الحشد وتعزيزها بالقدرات العسكريّة وتوجيهها على جبهات المعارك".
وأضاف أنّ "تلك المليشيات ستبقى قوة تابعة لإيران وخاضعة لقيادتها وتمويلها، وأنّها ستتحرّك على هذه الجبهات المشتركة وفقاً للاستراتيجيّة الإيرانيّة"، معتبراً أنّ "مشاركة الحشد في سوريّة لا تعني تركها لجبهة العراق، فهناك أعداد كبيرة من تلك المليشيا موجودة في العراق، فضلاً عن إمكانيّة إرجاعهم إلى البلاد، في حال حدوث أيّ خلل أمني".
يشار إلى أنّ الحكومة العراقيّة، ماضية بدعم مليشيا "الحشد" التي يزيد عديد عناصرها عن 120 ألفاً، وإشراكها في المعارك ومنها معركة الفلوجة والموصل المرتقبة، على الرغم من تورط تلك المليشيات بجرائم وانتهاكات مروعة في غالبية المناطق العراقيّة.