3 مخاطر تواجه السعودية بسبب صواريخ الحوثيين

18 ابريل 2018
صواريخ الحوثيين تستهدف المنشآت النفطية (فرانس برس)
+ الخط -

لم تعد الصواريخ الباليستية لجماعة الحوثيين في اليمن، مجرد تهديد محدود، بل أصبحت خطرا على الاقتصاد السعودي الذي تكبّد خسائر باهظة بسبب هذه الهجمات، وفي هذا الإطار تواجه المملكة 3 مخاطر وهي: ارتفاع تكلفة الحرب في اليمن عبر إنفاق عسكري متزايد، وتهديد خطط طرح 5% من شركة "أرامكو" النفطية، وتعطيل حركة الملاحة البحرية.

وكثّفت جماعة الحوثيين، أخيرا، هجماتها الصاروخية والعسكرية على السعودية، وكان أحدثها ما أعلنه المتحدث باسم التحالف العربي الذي يقود الحرب في اليمن العقيد الركن تركي المالكي عن إطلاق الحوثيين، قبل يومين، صاروخا باليستيا باتجاه نجران (جنوبي المملكة). 

واستهدفت صواريخ الحوثيين خلال الفترة الماضية منشآت وخزانات ومصافيَ تابعة لشركة "أرامكو" الحكومية التي تصنف كأكبر شركة لتصدير النفط على مستوى العالم، وتهدد الجماعة بضرب الحقول وموانئ التصدير في تطور غير مسبوق سيترك تداعيات خطيرة على اقتصاد السعودية.

وأعلنت ما تسمى "القوة الصاروخية" التابعة للحوثيين، في 11 إبريل/ نيسان الجاري، عن شن غارات جوية بطائرة من دون طيار من طراز "قاصف1" على مطار أبها، وإطلاق صاروخ باليستي على منشآت أرامكو النفطية بمنطقة جازان غرب السعودية على البحر الأحمر، لكن الشركة قالت إن منشآتها هناك تعمل بشكل طبيعي وفي أمان.

وهذه هي المرة الرابعة التي تتعرض فيها أرامكو لهجمات صاروخية خلال عشرين يوماً منذ 22 مارس/ آذار الماضي، في مؤشر على تحول الحوثيين إلى خطر حقيقي على الاقتصاد السعودي.






وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، مؤخراً، أن أرامكو السعودية هي شركة النفط الأكثر ربحية في العالم، ونقلت عن حسابات للشركة أن أرامكو حققت صافي ربح قدره 33.8 مليار دولار في الستة أشهر الأولى من 2017.

ويريد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جمع 100 مليار دولار عبر بيع حصة نسبتها خمسة بالمائة من أرامكو في بورصات محلية وأجنبية.

وقال محللو اقتصاد لـ"العربي الجديد" إن قدرة الحوثيين على الوصول إلى منشآت "أرامكو" قد يتسبب في عرقلة مشروع الاكتتاب في أرامكو، كما قد يضرب مشروعات جديدة للشركة.

واعتبر الخبير النفطي لبيب ناشر، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن وصول صواريخ الحوثيين إلى حقول ومنشآت النفط السعودية، تصعيد يلقي بانعكاسات خطرة للغاية على السعودية وسوق النفط العالمي في آن واحد. واعتبر ناشر، أن هذا الوضع يمثل تهديدا لخطط السعودية الهادفة إلى طرح 5% من أسهم أرامكو للبيع.

وتابع ناشر، وهو باحث في هيئة النفط اليمنية: "ما دامت الحقول النفطية تقع ضمن مدى الصواريخ الحوثية، فإن الخوف يأتي من انخفاض إنتاج السعودية من النفط المصدر الرئيسي لإيراداتها المالية".

وأوضح ناشر، أن تخفيف الإنتاج قد يكون إجباريا وليس بقرار سيادي، حيث ستقوم السعودية بإغلاق الحقول وبالأخص في المناطق الجنوبية والغربية القريبة من الحدود اليمنية، في حال قيام الحوثيين بضرب أحد الحقول أو حتى بئر نفطي واحد.

وأشار الخبير النفطي إلى أن قيام الحوثيين باستهداف حقل نفطي واحد بالصواريخ الباليستية، سيسبب كارثة بيئية واقتصادية وسيؤدي لارتفاع مبالغ التأمين على حقول النفط السعودية من قبل شركات التأمين العالمية، أما في حال إصابة إحدى منشآت أرامكو، فستكون ضربة قاصمة للبلاد.

وأطلق الحوثيون، يوم 26 مارس/ آذار الماضي، سبعة صواريخ باليستية على العاصمة السعودية الرياض، بحسب وزارة الدفاع المدني السعودية، في تطور يترجم المستوى الذي وصلت إليه جماعة الحوثيين، بما يكفي لضرب أهداف اقتصادية مهمة داخل الأراضي السعودية.






ولم تجد المملكة أمامها سوى زيادة إنفاقها العسكري لمواجهة المخاطر المتزايدة والتكلفة الباهظة لحربها في اليمن المستمرة منذ نحو 3 سنوات. وتزايدت بشكل كبير مبيعات الأسلحة الأميركية للسعودية خصوصا في جانب المنظومات الدفاعية لمواجهة صواريخ الحوثيين الباليستية.

ومنذ مطلع عام 2015 حيث أطلقت السعودية عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن بدعوى محاربة النفوذ الإيراني على حدودها الجنوبية، زادت المملكة من الإنفاق على شراء الأسلحة ووقعت صفقات بمليارات الدولارات.

وبلغت قيمة الإنفاق العسكري في موازنة 2018 فقط نحو 83 مليار دولار، وهي تلتهم نحو ثلث الموازنة، وخصص معظم الإنفاق لشراء أنظمة دفاعية وسط تصاعد المخاوف من الصواريخ الباليستية للحوثيين.

ووقّعت أرامكو، في 7 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عقداً مع شركة "جنرال ديناميكس آي إس آند تي" لتوفير أنظمة أمنية في منشآتها البحرية التي تقع ضمن مدى صواريخ الحوثيين.

ووقعت السعودية، منتصف العام الماضي، مع روسيا عقد شراء منظومة الصواريخ الحديثة للدفاع الجوي "إس-400" المتطورة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، عن موافقة واشنطن بيع درع صاروخي للسعودية من بينها صفقة لتطوير صواريخ باتريوت بقيمة 1.7 مليار دولار.

وأبرمت المملكة مذكرات تفاهم خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض في 20 مايو/ آيار من العام الماضي، شملت عقودا عسكرية بلغت قيمتها 110 مليارات دولار.

ومن أبرز المخاطر التي تواجه السعودية من صواريخ الحوثيين تهديد الملاحة البحرية على سواحلها إذ استهدف الحوثيون ناقلة نفط سعودية في المياه الدولية في بداية إبريل/ نيسان الجاري في تطور خطير سينعكس على حركة النقل في البحر الأحمر.
المساهمون