3 أسباب تهدّد بانفجار مخيمات تندوف في الجزائر

27 اغسطس 2018
أوضاع إنسانية صعبة داخل مخيمات تندوف (دومينيك فاجي/فرانس برس)
+ الخط -
تعيش مخيمات تندوف الصحراوية بالجزائر، في الفترة الأخيرة، على وقع انتقادات واحتجاجات من طرف العديد من شبابها ضد قيادة جبهة البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء عن سيادة المغرب، ما اعتبره مراقبون مغاربة "انعكاسا لسوء الأوضاع داخل المخيمات".

وتحدثت مواقع إلكترونية مقربة من جبهة "البوليساريو" أخيرا عن حالة التذمر وسط شباب المخيمات، بسبب غياب قياداتها في الخارج لتمضية العطلة الصيفية في كوبا وإسبانيا وغيرهما، "لتترك الجنود في المناطق الحدودية تحت قيظ شمس الصحراء، في حين ينعم المُسيرون بالراحة".

سبب ثان لمظاهر الاستياء والغضب التي نقلتها منابر "البوليساريو" يتمثل في قرار إطلاق سراح العديد من المعتقلين على ذمة قضايا المتاجرة في المخدرات، بعد أن قرر إبراهيم غالي، زعيم الجبهة، العفو عنهم بمناسبة عيد الأضحى، وهو ما جرّ على قيادة الجبهة وابلا من الانتقادات.

وأبدت منابر تابعة للبوليساريو رفضها العفو عن تجار مخدرات، بالنظر إلى "خطورة أفعالهم على المجتمع"، مبينة أن "قرار العفو على بارونات الحشيش قد يشجع الكثير من الشباب الصحراوي على ممارسة هذه التجارة المحرمة".

وفي سبب ثالث للأزمة التي لم تعد خافية داخل مخيمات تندوف، محاولة الهجرة السرية التي نفذها قبل أيام قليلة عدد من الشبان صوب الأراضي الإسبانية، عبر "قوارب الموت"، غير أن قوات خفر السواحل الإسبانية اعترضت طريقهم واعتقلت الشبان المهاجرين.

الخبير المغربي في ملف الصحراء، عبد الفتاح الفاتحي، قال لـ"العربي الجديد" إن "مسعى النزوح أو الهروب الجماعي للعديد من الشباب في مخيمات لحمادة تفرضه ظروف البؤس والانتهاكات الحقوقية الجسيمة داخل مخيمات الاحتجاز بتندوف"، وفق تعبيره.


واعتبر الفاتحي أن "دعاية قرب إقامة دويلة مستقلة صارت فقاعة إعلامية مضللة وتعتيما مقصودا واجه محاولات الشباب الصحراوي للانعتاق من معاناة البؤس والفقر في مخيمات تندوف، لتصبح الهجرة والنزوح الجماعي حلا واقعيا لرفع المعاناة عن محتجزين لا ينعمون بمبادئ اتفاقية جنيف للجوء".

واسترسل الخبير: "مارست الجبهة ضغوطا سياسية خلال مناقشات قضية الصحراء، من خلال المزايدة بالمحتجزين على أمن أوروبا ومنطقة الساحل والصحراء"، مبرزا أن "انطلاء هذه المزايدة على المنتظم الدولي أخّر تنفيذ توصية إحصاء ساكنة مخيمات تندوف، وعمقت معاناة الصحراويين فيها".

وأشار المتحدث إلى ما ينعم به قادة جبهة البوليساريو من "نعيم عوائد المساعدات الدولية المختلسة، وهو ما من شأنه أن يزيد من حجم الاحتقان الشعبي، وقد يؤدي إلى موجة من التمرد والعصيان المدني، على الرغم من القبضة الحديدية لقوات جبهة البوليساريو على المخيمات".

واستطرد الفاتحي أن "فشل الجبهة في التدبير السياسي لملف الصحراء وفشلها في تدبير مخيمات المحتجزين وتردي أوضاع الشباب تحول المخيمات إلى قنبلة قابلة للانفجار في أي لحظة"، مبرزا أن "انعدام العدالة الاجتماعية يُفقد البوليساريو التمثيل الحقيقي للحديث باسم سكان المخيمات".