أعلنت الأمم المتحدة أن آلاف المدنيين فروا من مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غربي العراق، بعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على المدينة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في العراق، في بيان له، إن قرابة خمسة وعشرين ألف شخص فروا من مدينة الرمادي، نتيجة سقوطها بيد داعش قبل أيام، مشيرا إلى أن أغلبهم اتجهوا صوب العاصمة العراقية بغداد، وأن المنظمات الدولية ووكالات مساعدات أخرى بدأت في توزيع الغذاء والمياه والإمدادات الطبية ونصب مخيمات لهم.
وأشار البيان الأممي إلى أن الأموال اللازمة لعمليات المساعدات في العراق بدأت تنفد، وأن مخزونات المساعدات نضبت تقريبا.
وسقطت مدينة الرمادي في يد تنظيم "داعش" مطلع الأسبوع الماضي، ومن المعتقد أن الفارين يهربون للمرة الثانية أمام هجوم التنظيم، بعدما كانوا ضمن مائة وثلاثين ألف شخص فروا من المدينة في شهر أبريل/نيسان الماضي.
اقرأ أيضا: 25 ألف نازح هربوا من الرمادي و"البنتاغون" تعتبر سقوطها "انتكاسة"
إلى ذلك، دعا اتحاد القوى العراقية الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، المنظمات الإنسانية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، إلى الإسراع في إغاثة النازحين.
وأكد عضو اتحاد القوى والنائب عن محافظة الأنبار، فارس الفارس، في حديث خاص لـ"العربي الجديد" أن مدينة الرمادي تتعرض حاليا لكارثة إنسانية حقيقية، بعد أن تعرضت لانهيار كبير في ملفها الأمني، ما أدى إلى نزوح آلاف العوائل إلى بغداد.
وأشار الفارس إلى أن مسلحي داعش يفرضون، منذ أشهر، حصارا خانقا على مدينة حديثة غربي الأنبار، ولم تقم الحكومة بتقديم أية مساعدة لها، وأن حياة الأهالي معرضة للخطر، بعد أن وصل سعر كيس الطحين إلى مليون دينار (ما يعادل سبعمائة وخمسين دولارا أميركيا).
وطالب الفارس الحكومة المركزية بفتح معبر بزيبز فورا، والسماح للعوائل العالقة في اللطيفية بالدخول إلى بغداد، وتهيئة الأجواء لإيوائها وحمايتها.
وفي المقابل، انتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية، حسن شويرد الحمداني، منع دخول نازحي محافظة الأنبار إلى بغداد.
ودعا الحمداني، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقيادة عمليات بغداد، إلى رفع جميع الحواجز والقيود أمام عبور مئات العوائل المنكوبة من الإرهاب، مشيرا إلى أن الكارثة والمأساة الإنسانية التي تواجه النازحين والمهجرين من مناطق الأنبار لا يمكن التغاضي عنها، خصوصا أن من بين هؤلاء النازحين من أجبروا على الهجرة وترك عشرات النساء والأطفال وكبار السن.
وفي سياق متصل، دعا نواب عن ائتلاف الوطنية، الجهات الأمنية المشرفة على جسر بزيبز ونقاط التفتيش التابعة لقيادة عمليات بغداد، إلى فك الحصار عن العالقين من أهالي الأنبار على حدود محافظة بغداد.
وقال النائب عبدالكريم العبطان، في مؤتمر صحافي مشترك مع النائب كامل الغريري اليوم، إن العوائل النازحة من محافظة الأنبار تفترش الطرق والشوارع على جسر بزيبز، وسط مناشدات لإنقاذها وإغاثتها من قبل الحكومة، مطالبا رئاستي الوزراء ومجلس النواب بالاستجابة لطلبات أهالي المحافظة.
فيما دعا النائب كامل الغريري الحكومة إلى الإيعاز لوزارات النقل والصحة والهجرة والمهجرين، بإرسال كوادرها إلى جسر بزيبز لنقل وإسعاف العوائل العالقة على حدود العاصمة.
وأكد الغريري أن "ليلة أمس، وفي وقت متأخر، توفي شخصان على حدود ناحية اللطيفية، بسبب نقص الماء والطعام، وامتناع نقاط التفتيش عن السماح بعبور عدد من العوائل إلى بغداد"، وطالب الرئاسات الثلاث بالتدخل العاجل لإنقاذ أبناء الأنبار العالقين بين محافظتي بغداد والأنبار.
وعقب اجتماع استثنائي عقدته اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين، للوقوف على الأوضاع التي تشهدها محافظة الأنبار، دعت مجلس الوزراء إلى تخصيص ثلاثة مليارات دينار (نحو 3 ملايين دولار أميركي) من احتياطي الطوارئ لسنة 2015 لمحافظة الأنبار.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة: 114 ألف نازح من الرمادي خلال أسبوعين