2015.. عام القفزة النوعيّة للطيران السعودي

12 نوفمبر 2014
مطار الملك عبد العزيز (خالد الدسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
مضاعفة عدد الشركات التي تعمل في قطاع النقل الداخلي، تحديث الأساطيل، وتطوير المطارات القائمة. ‏استثمارات عديدة ينتظرها قطاع الطيران السعودي خلال العام المقبل، 2015، بمبالغ تصل إلى 14 مليار دولار. مشاريع ستساهم ‏بتطوّر مرتبة المملكة في المؤشر العالمي للاهتمام بقطاع النقل الجوي.‏
‏إذ تنقل شركات الطيران العاملة في السعودية 64 مليون مسافر سنوياً، وذلك من خلال 27 مطاراً تربط المناطق السعودية ببعضها، وتربط المملكة بالعالم.

محطة عالمية 
وقد توقعت الهيئة العامة للطيران المدني أن يرتفع حجم مساهمة قطاع الطيران المدني السعودي في الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات الخمس المقبلة إلى أكثر من 13 مليار دولار، ما يوازي 3.2% من الناتج القومي، وذلك في ظل سعي السلطات السعودية لجعل المطارات في المملكة محطات ‏عالمية أساسية في المنطقة.‏
ويتفق الخبراء والمعنيون في قطاع السفريات والطيران، على أن قطاع الطيران في المملكة العربية ‏السعودية يسير على طريق النمو السريع. ويأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع الإنفاق في السوق السعودية على تطوير المرافق ‏والبنى التحتية. وينوّه الخبراء أن سلطات الطيران ستبدأ خلال العام 2015 بتشغيل مطار الملك عبد العزيز ‏الدولي الجديد. هذا المطار تقدّر تكاليفه بـ27 مليار ريال أي 7.3 مليارات دولار، ويعدّ واحداً من أضخم مشاريع ‏المطارات في البلاد، حيث تستوعب المرحلة الأولى منه 30 مليون مسافر سنوياً.‏
في حين ستبدأ الهيئة العامة للطيران المدني، العام المقبل، بتشغيل المرحلة الأولى من مطار الأمير ‏محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد في المدينة المنورة. وهذا المطار يعدّ أول مطار مملوك للقطاع الخاص بالكامل ‏في البلاد، حيث تصل الطاقة الاستيعابية له إلى ثمانية ملايين مسافر سنوياً، فيما سترتفع في المرحلة ‏الثانية إلى 12 مليون مسافر، وذلك بالإضافة إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، حيث تم بدء إنشاء ‏الصالة الخامسة لتستوعب ثمانية ملايين مسافر، وربط الصالة الثالثة بالرابعة، لترتفع الطاقة الاستيعابية ‏إلى 35.5 مليون مسافر مع نهاية عام 2017.‏

قطاع ينمو بسرعة
وأشار المدير الإقليمي في شركة المهنا للسفر والنقليات، وضاح العلي، إلى أن أبرز الاستثمارات في قطاع الطيران السعودي في الفترة المقبلة، يكمن في رفع عدد طائرات ‏‏"الخطوط السعودية" إلى نحو 286 طائرة بحلول العام 2025، بالإضافة إلى طرح أسهم شركة "ناس ‏للطيران" التي تعدّ من شركات الطيران الاقتصادي في السوق المالي السعودي خلال النصف الأول من ‏العام 2015.‏
ولفت العلي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن قطاع الطيران ‏السعودي بحاجة إلى تطوير عمل الشركات لديه. وأوضح أن الدراسات الاقتصادية التي أجريت أظهرت ‏حاجة القطاع إلى 4 شركات بدلاً من شركتين حالياً، وبالتالي ستدخل شركة ‏المها القطرية على خط العمل داخل السوق الداخلية السعودية، إضافة الى طيران الخليج، ما يساعد على تطوير القطاع وتقليل فترات ‏انتظار المسافرين داخل مطارات المملكة.‏
وأشار العلي إلى أن العملاء العاديين ‏يشكلون 60% من عملاء شركات الطيران في السعودية، فيما يشكل رجال الأعمال 40% من العملاء. وكشف أن ‏المملكة العربية السعودية تعد من أكثر الدول التي يملك مواطنوها طائرات خاصة، حيث تصل إلى نحو ‏‏580 طائرة مختلفة الحجم. وتراوح أسعار هذه الطائرات بين 4 ملايين و25 مليون دولار.‏
وقال المدير العام في شركة المهلب للسفريات، خالد الحمد، إن المنافسة الكبيرة في سوق الطيران السعودي، ‏أدت إلى رفع سمعة القطاع على صعيد المنطقة والعالم. وأشار إلى أن نمو عدد السكان خلال السنوات ‏الماضية، ساهم في زيادة أرباح شركات الطيران، وجعل المطارات السعودية محطات ترانزيت ‏للعديد من الوجهات العالمية.‏
وأضاف الحمد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "قطاع الطيران السعودي يعد من الأكثر نمواً في ‏السنوات الأخيرة على صعيد منطقة الخليج والشرق الأوسط". ولفت إلى أن عدد المطارات السعودية يصل إلى 27 مطاراً يتوزعون على ‏جدة والرياض والدمام والقصيم وحائل وتبوك ونجران والطائف وغيرها.‏
وتابع الحمد أن عدد المسافرين عبر المطارات السعودية يصل إلى 64 مليون مسافر سنوياً، أكثر من نصفهم ‏يتنقلون داخل مناطق المملكة، نتيجة النشاط الكبير للسياحة الداخلية والطيران الداخلي.

استراتيجية للعام 2020
ومن جهته، أشار الخبير الاقتصادي، سعود الأحمد، إلى أن قطاع الطيران السعودي يشهد تحديات عديدة في ‏الفترة الحالية، وخصوصاً على صعيد القطاع الداخلي. وقال الأحمد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن أسعار الرحلات داخل المملكة تعتبر عالية، إذ يبلغ سعر التذكرة بين مدينتي جدة والرياض نحو 250 دولاراً.
وتابع الأحمد أن حجم الاستثمارات السعودية حالياً في قطاع الطيران عبر شركتي "السعودية" و"طيران ‏ناس" يصل إلى 200 مليون ريال، أي ما يعادل 53 مليون دولار سنوياً، فيما تبلغ عوائد القطاع المحلي السنوية نحو 6 مليارات دولار، بينما تصل عوائد الشركات العاملة على الخط السعودي إلى ثلاثة أضعاف هذا الرقم، أي إلى 18 مليار دولار ‏سنوياً، نتيجة الإقبال الكبير على السفر وخصوصاً من قبل رجال الأعمال على مدار العام.‏
ويأتي هذا النمو بالتزامن مع اعتماد مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، في تموز/ يوليو الماضي "استراتيجية الهيئة العامة للطيران المدني لعام 2020". وتهدف الاستراتيجية إلى رفع الطاقة الاستيعابية لمنظومة المطارات في المملكة إلى أكثر من 100 مليون مسافر في العام 2020. وتسعى الاستراتيجية الجديدة، وفق الهيئة العامة للطيران المدني، إلى رفع الكفاءة التشغيلية، وتحسين الأداء في هذا القطاع وفتح المجال الجوي، والسماح بدخول مشغلين جويين جدد في السوق السعودية، إضافة إلى إنشاء وتطوير وتوسعة منظومة المطارات، وإطلاق برامج الخصخصة في القطاع.
المساهمون