وقدر مسؤولون في الأوقاف الإسلامية في القدس أعداد المصلين اليوم بنحو 200 ألف، رغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وقيود الاحتلال التي منعت الآلاف من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة.
وتحدث خطيب المسجد الأقصى الشيخ إسماعيل نواهضة، عن قيود الاحتلال على وصول المصلين الفلسطينيين إلى القدس المحتلة، وتطرق إلى ذكرى النكبة، فأكد تمسك الشعب الفلسطيني بجميع حقوقه وفي مقدمتها حق العودة.
وقال نواهضة: "قضيتنا للأسف لا تزال تعيش في دوامة الفساد السياسي والتطبيع وفرض صفقة القرن، رغم أنه ليس من حق أحد التوقيع أو التفاوض على حقوقنا في هذه البلاد".
وأفاد المفوض العام لفرق الكشافة محمد أبو صوي، بأن قوات الاحتلال احتجزت حافلات تقل نحو مائتي شخص عند حاجز حزما شمال القدس لساعات، قبل أن تسمح لهم بالمغادرة، ليتم احتجازهم في حي وادي الجوز شمالي البلدة القديمة من القدس.
وأشار أبو صوي إلى أن "مئات من عناصر الكشافة شاركوا في حفظ الأمن والنظام في ساحات الأقصى، وعملنا جنباً إلى جنب مع إدارة الأوقاف والفرق الطبّية منذ ساعات الصباح على تأمين الأجواء وتسهيل الوصول إلى الساحات وتنظيم دخول المصلين".
وقدّر مسعفون وأطباء تطوعوا لخدمة المصلين في مختلف العيادات الطبية داخل الأقصى، أعداد من تلقوا الإسعافات اليوم بنحو 500 حالة، وصل منها إلى المركز الصحّي العربي وحده 230 حالة حتى ساعات ما بعد الظهر، وازداد العدد نظراً للزحام الشديد وارتفاع درجة الحرارة، وغالبيتهم عانوا من إعياء أو من انخفاض في نسبة السكر بالدم، في حين وصلت عدة حالات مصابة بجروح بعد القفز عن جدار الفصل العنصري المحيط بالقدس المحتلة.
وقال أحد الجرحى لـ"العربي الجديد"، إنه سقط عن ارتفاع 8 أمتار بعد أن حاول الفرار من جنود الاحتلال مستخدماً حبلاً، ما تسبب بجروح في يديه والتواء في كاحل القدم.
في هذه الأثناء، شهدت أسواق البلدة القديمة زحاماً شديداً من المصلين، الذين توجه بعضهم إليها للتسوق، والبعض الآخر شق طرقاتها القديمة إلى خارج أسوار المدينة المقدسة، حيث كانت تنتظرهم حافلات عمومية لنقلهم إلى حواجز الاحتلال على مشارف المدينة، وسط مرافقة شرطية، في حين أغلقت مساحات واسعة حول تلك الحواجز لمنع دخول المركبات الخاصة.
وحوّل الاحتلال صلاة الجمعة الثانية إلى رحلة معاناة لعشرات آلاف الفلسطينيين، من أبناء الضفة الغربية الذين تركتهم مئات الحافلات، التي أقلتهم عند حواجز الاحتلال العسكرية حول القدس، وخاصة حاجز قلنديا شمالاً، ومسجد بلال بن رباح جنوباً عند مدخل بيت لحم الشمالي، إضافة إلى معبر الزيتونة شرق البلدة القديمة من القدس قرب بلدة العيزرية.
وقال مروان أبو رزق، وهو ممرض من سكان بلدة أبو ديس شرق القدس، إن "قوات الاحتلال أخضعت جميع المواطنين على حاجز الزيتونة لتفتيش شخصي دقيق، ما تسبب بزحام شديد على الحاجز، وتدافع للمواطنين".
وفي محيط البلدة القديمة من القدس، انتشرت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيليين، حيث جرى التدقيق في الهويات الشخصية للمصلين المتوجهين إلى المسجد الأقصى، واعتقال من ليس بحوزته تصاريح دخول إلى القدس.