واستفادت فرنسا مما يسمى بالجيل الثاني، وهم اللاعبون العرب الذين ولدوا على أراضيها وتلقوا التربية والتعليم في مدارسها، وحصلوا على جنسيتها وأفضل مثال على ذلك النجم زين الدين زيدان والذي دافع عن ألوان فرنسا، وقادها للفوز بكأس العالم 1998 وكأس أمم أوروبا، علماً بأن زيدان من أصل جزائري وعائلته ما زالت تعيش هناك.
وهناك لاعبون يحملون الجنسية المزدوجة فهم فرنسيون في فرنسا بحكم الجنسية، لكنهم يدخلون بلدانهم الأصلية لأنهم يحملون جنسية هذه البلدان، وهذه النوعية من اللاعبين لها الخيار قبل بلوغها التاسعة عشرة بين الدفاع عن ألوان فرنسا في المحافل الدولية أو الدفاع عن ألوان الدولة الأصل.
وتوجد شريحة أخرى من اللاعبين جاءت للاحتراف في الأندية الفرنسية دون أن تطلب الحصول على الجنسية، وستكون مستعدة للمشاركة في الدوري الفرنسي هذا الموسم وإثبات نجوميتهم.
وتشير إحصائية حديثة إلى أن 19 لاعباً ينحدرون من دول المغرب العربي الثلاث وهي تونس والجزائر والمغرب، يحترفون في دوري الأضواء الفرنسي وفي النسخة الجديدة التي تنطلق الجمعة.
الكتيبة التونسية
أربعة لاعبين تونسيين يحترفون في الدوري الممتاز الفرنسي، ولعل أشهرهم وهبي الخزري المحترف في سانت إيتيان، وهو لاعب دولي دافع عن ألوان تونس في كأس إفريقيا الأخيرة، وأحرز الخزري وهو لاعب خط وسط هجومي، 13 هدفاً ليكون الهداف الأول لفريق "الخضر" الفرنسي.
ويعتبر اللاعب نعيم سليتي من أبرز لاعبي منتخب تونس، وهو يحترف في نادي ديغون، وفي نادي سترازبورغ نجد معتز الزمزمي، والذي رفض اللعب أمام فريق ماكابي الإسرائيلي وهي القصة التي ساهمت بشهرته أكثر.
وفي نادي نيس يلعب بسام الصرارفي لاعب النادي الإفريقي التونسي السابق، ولم يأخذ اللاعب فرصته حتى الآن في الفريق، لكن مستقبله واعد نظراً للمهارات الفنية التي يمتلكها ولصغر سنه.
بودبوز وعطال أبرز الجزائريين
ونجد حضورا قويا للاعبين الجزائريين في الدوري الفرنسي، وبلغ عددهم عشرة لاعبين، ومن أبرزهم رياض بودبوز المنتقل إلى سانت إيتيان، ليلعب بجانب التونسي وهبي الخزري، وغاب بودبوز عن كأس إفريقيا الأخيرة لظروف خاصة.
أما يوسف عطال فهو يلعب في نادي نيس، ويعتبر من أبرز لاعبي منتخب "الخضر" في الكان الأخيرة، ويلعب رامي بن سبعيني البالغ من العمر 24 عاما مع نادي رين، ومعه أحرز كأس فرنسا في الموسم الماضي، وساهم المدافع بن سبعيني في فوز الجزائر بكأس إفريقيا. أما مهدي عبيد وهو أحد عناصر منتخب "الخضر" فيلعب في ديجون إلى جانب التونسي نعيم سليتي.
ويحترف أندي ديلور في نادي مونبولييه، وكان أيضاً قد ساهم في حملة الخضر في الفوز بكأس إفريقيا. ويحترف اللاعب هاريس بلقبلة -الذي أثار جدلاً بطرده من معسكر "الخضر" بالدوحة بسبب تصرف لا أخلاقي- في نادي بريست الذي صعد لدوري الأضواء.
تقلص عدد المغاربة
في المقابل، تقلص عدد اللاعبين المغاربة في الدوري الفرنسي إلى خمسة لاعبين فقط، بسبب انتقال عدد آخر من اللاعبين إلى الدوريات الهولندية والإسبانية وحتى اليونانية. ويلعب مصطفى علاوي لاعب الوداد السابق لنادي رينس، ولم تتم دعوته لمنتخب أسود الأطلس في كأس إفريقيا الماضية.
وفي نادي ليل نجد اللاعب سعد أقوزول البالغ من العمر 21 عاماً، وهو قادم من الكوكب المراكشي ولم تتم دعوته حتى الآن لمنتخب الأسود. وفي نادي نيم الفرنسي يحترف سفيان الكوش وهو مدافع يبلغ من العمر 21 عاماً، ولد بمدينة نيم ولكنه يحمل الجنسية المغربية في نفس الوقت مع جنسية فرنسا.
وفي نادي ديجون يحترف فؤاد شفيق وهو مدافع يبلغ من العمر 32 عاماً وكان يلعب في نادي لافال، ويحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية.
ويتمتع اللاعبون القادمون من دول "المغرب العربي"، بميزة قربهم من الثقافة الفرنسية وخاصة اللغة على اعتبار أن اللغة الفرنسية تنطق بطلاقة إلى جانب اللغة الأم، وهي العربية. وهذا سهل كثيراً من اندماج هؤلاء اللاعبين مع البيئة الفرنسية بسرعة فائقة عكس اللاعبين القادمين من الدول العربية الأخرى.