18 % مكاسب أونصة الذهب منذ بداية 2019 ... والأسعار مرشحة للأرتفاع

12 سبتمبر 2019
تشير التوقعات إلى اتجاه صعودي لسعر الذهب (فرانس برس)
+ الخط -

أنهى الذهب هذا الأسبوع موجة خسائر دامت 4 جلسات، مستفيدًا من إقبال على الشراء، عزّزته توقعات بأن يُقدّم المصرف المركزي الأوروبي تحفيزاً ويخفض أسعار الفائدة على غرار المركزي الأميركي، لتسجل الأونصة يوم الأربعاء 1493.5 دولاراً في أوروبا و1502.2 دولار في الولايات المتحدة. 

وبذلك، ربح الذهب 18%، تعادل أكثر من 200 دولار، منذ بلغت الأونصة أدنى مستوى منذ بداية العام الجاري عند 1265.85 دولاراً في 2 مايو/أيار، مع أن سعرها تراجع أكثر من 4% أو أكثر من 60 دولاراً منذ بلغت ذروة 6 أشهر عند 1557 دولاراً في 4 سبتمبر/أيلول الجاري، مع استمرار تعزز شهية المستثمرين للمخاطرة بفضل آمال التحفيز العالمي وتوقعات بتهدئة محتملة في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

لكن أسعار الذهب تراجعت، اليوم الخميس، حيث باع بعض المستثمرين المعدن الأصفر لجني الأرباح قبيل اجتماع "المركزي" الأوروبي، فانخفضت الأونصة أثناء التعاملات 0.1% إلى 1495.3 دولارًا.

وساهم في زيادة الاقبال على الذهب وبالتالي زيادة سعره، تأثيرات الحرب التجارية التي أشعلتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الصين قبل أكثر من عام، والتي أحدثت اضطراباً في أسواق المال العالمية، بما يؤجّج المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، قبل أن تشعر الأسواق بارتياح، بعد قرار واشنطن وبكين إجراء محادثات في واشنطن مطلع الشهر القادم.
ورغم اتجاه الذهب بوضوح إلى مزيد من الصعود، يرصد تقرير لشبكة "بلومبيرغ" الأميركية ظروف أسواق المال، مشيرًا إلى أن مستثمري الصناديق المتداولة في البورصة ETFs لديهم بعض الشكوك حول الاتجاهات المستقبلية لهذا المعدن الثمين.

ويوم الجمعة الماضي، زادت إلى مستوى قياسي حيازات الذهب لدى صندوق "آي شيرز غولد ترست" Gold Trust iShares التابع لمؤسسة إدارة الاستثمارات الأميركية العالمية "بلاك روك" BlackRock، وهو ثاني أكبر الصناديق المتداولة في البورصة والمدعومة بسبائك الذهب، رغم أن أسعار المعدن الثمين كانت سجلت ثاني خسارة أسبوعية على التوالي.

وزيادة الحيازات جاءت نتيجة إظهار البيانات ارتفاعاً لكشوف الرواتب في الولايات المتحدة بوتيرة أبطأ، في أغسطس/آب المنصرم، ما عزّز الطلب على الذهب الذي يُعدّ ملاذاً آمناً والتوقعات بشأن التيسير النقدي، علماً أن انخفاض معدلات الفائدة يُعدّ نعمة بالنسبة للذهب الذي لا يُقدّم عائداً.

وفي حين أن تراجع سعر الذهب الأسبوع الماضي أتى بعد 4 مكاسب شهرية متتالية، فيما ينتظر المستثمرون حوافز جديدة، فإن توقعات "مجلس الاحتياطي الفيدرالي" (البنك المركزي الأميركي) باستئناف خفض أسعار الفائدة على الدولار هذا الشهر، تدعم التوقعات طويلة الأجل للمعدن النفيس، وفقًا للمُحلّل الاستراتيجي لدى "آر.جيه أوبراين وشركاه" في شيكاغو، بوب هابركورن.

وضخّ المستثمرون 96.1 مليون دولار في صندوق "آي شيرز"، الأسبوع ما قبل الماضي، بزيادة أسبوعية كانت متواصلة على مدى 13 أسبوعًا على التوالي، في أطول سلسلة من نوعها منذ فبراير/شباط 2013.
وقال هابركورن إن "الأداء يُبدي لك شعوراً أوسع نطاقاً في السوق، بأنه في الوقت الذي يتجه سعر الذهب نحو الأعلى، يتطلع الناس إلى معدلات فائدة قريبة من الصفر، وهذه هي النقطة التي يحصل فيه تدفّق أكبر للأموال إلى صناديق الاستثمار"، معتبراً أنه "أكان المستثمرون مؤسّسات أو أفرادًا، فهناك ظاهرة كبيرة جوهرها البحث عن الأمان هنا".
المساهمون