قتل سبعة عشر مدنياً نصفهم من عائلة واحدة، جراء تجدد القصف المدفعي من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" والقصف الجوي من قوات التحالف الدولي، اليوم الخميس، على الأحياء السكنية في مدينة الرقة شمال سورية، يأتي ذلك بينما شنّت فصائل المعارضة السورية المسلحة هجوماً معاكساً ضد قوات النظام في أطراف مدينة درعا، وسيطرت على عدة مواقع.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن تسعة مدنيين قتلوا وجرح عشرة آخرون على الأقل، جراء القصف المدفعي المستمر من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، والقصف الصاروخي من طيران التحالف الدولي على منازل المدنيين في منطقة دوار الدلة وشارع الوادي وشارع منصور وشارع تل أبيض وسط مدينة الرقة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن ثمانية مدنيين من عائلة واحدة بينهم امرأة وطفلان قضوا، جراء تهدم منزلهم فوقهم إثر غارة من طيران التحالف بقنابل شديدة الانفجار على حي أمن الدولة في مدينة الرقة.
وكان القصف الجوي من طيران التحالف قد أسفر، الليلة الماضية، عن مقتل امرأتين بقذيفة طاولت منزلهم في قرية الرطلة الواقعة في جنوب مدينة الرقة، كما أسفر القصف الجوي عن مقتل ثمانية عشر مدنياً، مساء أمس، في حي النور بمدينة الرقة.
وتسبب القصف العشوائي من طيران التحالف الدولي على مدينة الرقة وريفها الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" بمقتل وجرح مئات المدنيين، ونزوح الآلاف من قراهم وبلداتهم.
وفي دمشق، أصيب عناصر من المعارضة السورية المسلحة بحالات اختناق جراء قصف من قوات النظام السوري على حي جوبر شرق مدينة دمشق بقذائف تحوي غازا ساما، بينما أصيب مدنيون بجراح جراء قصف مدفعي على الحي مساء اليوم الخميس.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن خمسة من عناصر المعارضة السورية المسلحة أصيبوا بحالات اختناق واختلاج في الجهاز التنفسي وحالات تقيّؤ وغثيان، نتيجة قصف بقذائف يعتقد أنها تحوي "غاز الكلور السام" على موقع في الجبهة الشمالية الشرقية لحي جوبر شرق مدينة دمشق.
وأكدت المصادر عدم وقوع وفيّات نتيجة القصف، فقد تم نقل الجميع إلى المستشفى الميداني وتم إعطاؤهم العلاج اللازم، مشيرة إلى أن عملية القصف من قوات النظام جاءت بعد فشل الأخيرة في اقتحام الحي لليوم الرابع على التوالي.
وفي السياق نفسه، جرح مدنيّون بينهم طفل نتيجة القصف المدفعي العشوائي من قوات النظام والمليشيات المساندة لها على الحي، فضلا عن وقوع أضرار مادية جسيمة.
وقصفت قوات النظام بالمدفعية والصواريخ مناطق في مدينة عين ترما وبلدات حزرة وعربين ومديرا في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن نشوب حرائق في الأراضي الزراعية ومنازل المدنيين.
إلى ذلك، أفادت مصادر بأن تنظيم "داعش" تمكن من استعادة مناطق كسرة فرج وكسرة عفنان جنوب غرب مدينة الرقة، بعد هجوم معاكس ضد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، في حين تدور معارك عنيفة بين الطرفين في حي البتاني شرق مركز المدينة.
وفي دير الزور، قصف طيران التحالف سيارة لتنظيم "داعش" في منطقة السيال في ريف مدينة البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية، ما أدى لمقتل عناصر كانوا يستقلونها، وفق ما ذكرته مصادر محلية.
هجوم معاكس بدرعا
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية مع "العربي الجديد" عن هجوم معاكس شنته فصائل المعارضة السورية المسلحة في غرفتي عمليات "البنيان المرصوص"، و"رص الصفوف"، ضد قوات النظام في الجبهة الشرقية من حي مخيم درعا، وتمكنت من السيطرة على عدة مواقع تابعة لـ"الفرقة الرابعة"، وقتلت مجموعة كاملة من العناصر والضباط بعد حصارهم في مقر ونسفه بشكل كامل.
وأدّى الهجوم وفق المصادر إلى فرار قوات النظام من المنطقة بشكل كامل، في حين استهدفت المعارضة رتلاً للنظام براجمات الصواريخ، خلال محاولته التقدم باتجاه المدينة على طريق عمان دمشق الدولي، ما أدى لوقوع خسائر بشرية ومادية.
وجاء هجوم المعارضة إثر استمرار قوات النظام في التصعيد العسكري، حيث شنت، صباح اليوم، هجوماً على جبهة منطقة غرز شرق مدينة درعا باتجاه حي طريق السد، وقامت المعارضة بقصف مواقع للنظام في المربع الأمني والمنطقة الصناعية ومحيط المخيم وطريق السد براجمات الصواريخ رداً على الهجوم.
وفي حمص، ذكرت "تنسيقيّة مدينة تدمر" أن طفلة قتلت وجرح مدنيون جراء قصف من الطيران الروسي استهدف منزلهم الواقع في قرية الطيبة شمال شرق تدمر بريف حمص الشمالي الشرقي.
وفي إدلب، قتل شخص وأصيب ثلاثة بانفجار مجهول المصدر بسيارة كانت تقلهم على طريق كفرتخاريم أرمناز، حسب ما أفاد به الدفاع المدني في إدلب، في حين ذكرت مصادر أخرى أنّ السيارة تابعة لفصيل "فيلق الشام" المعارض للنظام السوري، وتم استهدافها بعبوة ناسفة مزروعة على طرف الطريق.