1641 حادثاً إرهابياً في ربع العام الأول بمصر

14 ابريل 2015
+ الخط -


أصدر "مؤشر الديمقراطية" تقريرا حديثا مفصلا، أشار فيه لوقوع 1641 حادث عنف وإرهاب سياسي، خلال الربع الأول من العام الجاري، أسفر عن مقتل 174 مواطنا وإصابة أكثر من 600 آخرين، فضلا عن تفجير 286 عبوة ناسفة وإبطال مفعول 535 أخرى، بمتوسط 16 حادث يوميا، وحادثتين كل ثلاث ساعات.

وأكد المرصد، منظمة مجتمع مدني مصرية، أن يناير/كانون الثاني، احتل صدارة خريطة العنف والإرهاب السياسي في مصر حيث شهد 664 حادثا، وصلت أوجها خلال العشرة أيام الأخيرة من الشهر في ذكرى ثورة يناير، بينما شهد شهر فبراير/شباط، 419 حادثا، ثم مارس/آذار الذي شهد 378 حادثا.

وبحسب التقرير، كانت أولى ملاحظات المؤشر على طبيعة أحداث العنف والإرهاب السياسي خلال فترة التقرير، هي تصدر أحداث التفخيخ وزراعة المتفجرات في الأماكن العامة ومؤسسات الدولة.

ورصد المؤشر 821 حادثا، منهم 535 قنبلة تم إبطالها، و286 تفجيرا ناتجا عن عبوة ناسفة أو قنبلة صوتية، وهو ما يجعل تلك الأحداث تتصدر مظاهر العنف والإرهاب السياسي بنسبة 56.2 في المائة.

وجاء العنف الممارس من قبل الدولة ضد المواطنين المعارضين في المرتبة الثانية بنسبة 15.5 في المائة، بعدما فرقت قوات الأمن 226 تظاهرة واحتجاج، واستخدم الأمن القوة بشكل إما نشب عنه اشتباكات مع المحتجين أو تفريق المظاهرة بالكامل.

"وفي كافة الأحوال كانت هناك خسائر بشرية واقتصادية"، بحسب التقرير الذي رصد إطلاق الشرطة النار بشكل مباشر على مواطن، كما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على جنازة مواطن، وبذلك كانت قوات الأمن المتسبب الأول في 228 حادث عنف.

كما رصد المؤشر 115 حالة تفجير وإتلاف لمحولات وخطوط الضغط العالي الكهربائية بنسبة بلغت 8 في المائة تقريبا من أحداث العنف. وكان إطلاق النار والقذائف على العناصر والمنشآت الأمنية رابع أكثر وسائل العنف انتشارا بعدما رصد المؤشر 113 حادثا منها 71 حادثا ضد الأفراد و 42 حادثا ضد المنشآت من قبل مسلحين.

اقرأ أيضا: مصر: 41 تشريعا ينتهك حقوق الإنسان في 3 أشهر

"واستكمالا لحلقة تخريب ممتلكات الدولة رصد المؤشر 65 حالة إلقاء مولوتوف على تلك الممتلكات وإشعالها، في حين رصد 37 حالة تحطم أو إشعال أو قصف لممتلكات المواطنين من قبل مجهولين، في حين تم إشعال النيران في 19 سيارة مملوكة لضباط وقضاة"، بحسب التقرير.

وأكد التقرير أن نفس تلك الجماعات المجهولة التي تقف وراء العديد من أحداث العنف، نفذت 17 حادث قطع طريق، واستهدفت 11 من أبراج المحمول، وأطلقت النيران على القطارات في 11 حادثا، في حين شهدت فترة التقرير 10 حالات خطف لجنود ومواطنين انتهت غالبا بقتل المخطوفين، في حين تم مهاجمة ممتلكات جماعة الإخوان المسلمين أو مناصريها في 5 حوادث، وشهدت الدولة 5 حوادث سرقات لسيارات حكومية واستخدامها في عمليات إرهابية.

أما عن منفذي أحداث العنف والإرهاب السياسي خلال فترة التقرير، فقال المؤشر إن المدقق في الحوادث خلال فترة التقرير، سوف يلحظ أنها انتهجت مسارين أحدهما رأسي يمثل العنف المتبادل بين الدولة ومجموعة من المواطنين، وآخر أفقي يمثل العنف بين نفس الشرائح المجتمعية من المواطنين.

اقرأ أيضا: مصر: الأطفال المعتقلون يعذّبون بـ"مفرمة العقابية"

ولفت التقرير إلى أن معظم أحداث التفجيرات وزرع القنابل والعبوات الناسفة وإن كان المتهم فيها مجهولا في معظم الأوقات إلا أن هناك مؤشرا خطيرا عن تورط مجموعات شبابية تتراوح أعمارها بين 14 إلى 21 عاما نفذت تلك الأحداث، وهو ما أظهرته آخر حادثتي انفجار لعبوات في زارعيها والذين إما كانوا طلابا بالثانوية العامة أو الجامعة، وهو ما يضع أمام الدولة سؤالا ضخما حول إجراءاتها القادرة على حماية هؤلاء الشباب من الانزلاق في تلك الأعمال الإرهابية.

كما لفت التقرير إلى أن الجهاز الأمني للدولة تورط في 228 حادث عنف خلال فترة التقرير وهو ما جعله اليد الطولى للدولة في ممارسة العنف ضد معارضيها، وأنه رغم العمليات العسكرية التي تنفذها الدولة في سيناء إلا أن عمليات خطف الجنود والمواطنين وقتلهم لا تزال مستمرة بل وفي تصاعد، وكذلك عمليات استهداف الكمائن الأمنية، والأكثر خطرا هو العروض العسكرية لبعض الجماعات الإرهابية.

واتهم التقرير جماعة الإخوان المسلمين ومناصريها بأنهم "من الفصائل المتورطة في العنف والتي تمارس مع الدولة حربا ضروسا تستخدم فيها كافة أشكال العنف، وتقابله الدولة بعنف مقابل في مسرحية ممتدة منذ يوليو/تموز 2013 وحتى الآن".

أما عن جغرافيا العمليات الإرهابية وأحداث العنف، فرصد التقرير إلى أن ظاهرة العنف عمت 25 محافظة مصرية، وتصدرت القاهرة قائمة المحافظات التي شهدت عنفا بـ 177 حادثا، لكن شمال سيناء التي شهدت 156 حادث عنف وإرهاب سياسي تعد أكثر المحافظات دموية ومسرحا حقيقيا للعنف، جاءت محافظة الجيزة في المركز الثالث كأكثر المحافظات عنفا بعدما شهدت 153 حادثة، تلتها الإسكندرية بـ137 حادثا، ثم الشرقية التي انتشرت بها تفجير محولات الكهرباء واستهداف عناصر الشرطة شهدت 123 حادثا، تليها محافظة الفيوم بـ111 حادثة، وبذلك تكون تلك المحافظات الست قد شهدت 59 في المائة من أحداث العنف والإرهاب.