بدأ نحو 1500 لاجئ سوداني في جمهورية إفريقيا الوسطى، العودة طوعيا إلى المناطق التي نزحوا منها في إقليم دارفور، بعد نحو 10 سنوات من اللجوء هرباً من أهوال الحرب التي شهدها الإقليم.
ووصل اليوم الثلاثاء، 45 لاجئا إلى مطار نيالا بولاية جنوب دارفور، كدفعة أولى، على أن تتواصل في الأيام المقبلة رحلات إعادة اللاجئين الباقين.
واستقبل العائدين كبار المسؤولين السودانيين، وموظفين تابعين لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتم نقلهم إلى مركز استقبال داخل المدينة، قبل توجههم إلى مسقط رأسهم في قرية "دفاق" التى تبعد نحو 350 كيلومترا.
وتسبب قتال عنيف بين الحكومة وحركات متمردة في 2007، في فرار ما يقارب 3500 شخص من دارفور إلى إفريقيا الوسطى، واتخذ 1500 منهم قراراً بالعودة الطوعية إلى الإقليم، بعد اقتناعهم بعودة الأمن إلى مناطقهم، في أعقاب حملة حكومية بدأت خلال الأشهر الماضية لنزع سلاح الجماعات المناوئة.
ورحبت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان، نوريكو يوشيدا، في تصريح صحافي بعودة اللاجئين، مشيرة إلى أن المفوضية تقوم بمساعدة العائدين في توفير وسائل النقل، وتقديم حزم من المساعدات الإنسانية بالتعاون مع حكومتي السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وتعهدت يوشيدا بمراقبة المفوضية ومعتمدية اللاجئين السودانية لأوضاع العائدين عن كثب، كما تعهدت بمساعدة العائدين على إعادة بناء مساكنهم، وتوفير سبل معيشتهم، إضافة إلى العمل مع السلطات الحكومية والشركاء الآخرين لتعزيز تقديم الخدمات في مناطق العودة.
وتوقعت المسؤولة الأممية أن تكون العودة إلى جنوب دارفور أحد الحلول الدائمة لمشكلة اللجوء في ظل استمرار تحسن الأمن في المنطقة، نتيجة لاتفاقيات السلام التي وقعتها الحكومات مع الجماعات المسلحة، مؤكدة أن العديد من المناطق أصبحت أكثر ملائمة لعودة النازحين بسبب تزايد مبادرات التنمية.
وتقدر المفوضية أعداد اللاجئين السودانيين بأكثر من 650 ألف لاجئ، لا يزال أغلبهم مشردين في بلدان مجاورة غير أفريقيا الوسطى، مثل تشاد وجنوب السودان.