في إسبانيا ولسنوات طويلة خلت بقي الصراع قائماً بين العاصمة مدريد وإقليم كتالونيا، وامتد هذا الأمر إلى الرياضة وتحديداً كرة القدم، لينعكس بشكل كبير على أفضل فريقين في البلاد، نادي ريال مدريد وغريمه التقليدي برشلونة.
نعود اليوم سنوات إلى الوراء للحديث عن قصة ما زالت راسخة في ذاكرة الجميع. إنه يوم الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 2002، وسيزور المدينة من جديد ضيفٌ غير مرحب به هناك، إنه الخائن بنظر أبناء كتالونيا، البرتغالي لويس فيغو.
وصل فيغو إلى البلاوغرانا سنة 1995 وتألق في صفوفهم لخمس سنوات حتى عام 2000، هناك حصد ألقاباً عديدة وبات معشوق الجماهير، لكن رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز ضرب بقوة، ودفع مبلغاً كبيراً ليضم أحد نجوم عالم الساحرة المستديرة آنذاك.
دخل صاحب الرقم 10 إلى الكامب في عام 2002 لمواجهة برشلونة، وخلال اللقاء احتسب الحكم ضربة ركنية للنادي الملكي، اتجه اللاعب البرتغالي ببطء لتنفيذها، هذا الأمر استفز الجماهير أكثر، لكن الصدمة كانت حين رُمي برأس "خنزير". وصل الكره إلى هذه الدرجة.
لم يقتصر الأمر على رأس الخنزير فانهالت عبوات المياه والمشروبات الغازية، حاول مدافع برشلونة كارليس بويول التدخل وتهدئة الجماهير الغاضبة، ليقدم الحكم على إيقاف المباراة، وطلب من اللاعبين الخروج من أرض الملعب، وسط وابل من صافرات الاستهجان.
فيغو وُصف بأنه أكبر خائنٍ في عالم كرة القدم، تعرض لانتقادات كبيرة، ورغم أنه رحل عن ريال مدريد ولعب لإنتر ميلان، ثم اعتزل واتجه للعمل الإداري بقي مكروهاً من جماهير برشلونة، وبقي رأس الخنزير ذلك علامة لا يمكن نسيانها في مسيرته الكروية.