1347 قتيلاً في زلزال وتسونامي إندونيسيا... والمئات لا يزالون مفقودين

02 أكتوبر 2018
دمر الزلزال أحياء كاملة في بالو (أولا جوندرونك/فرانس برس)
+ الخط -


أعلنت الوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث في إندونيسيا، الثلاثاء، أن عدد ضحايا الزلزال العنيف وموجات تسونامي ارتفع إلى 1347 شخصا في جزيرة سولاويسي، فيما تعهدت الشرطة بالتصدي لعمليات النهب التي يقوم بها مواطنون مستغلين حالة الفوضى.

وأمر الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، بإرسال المزيد من رجال الإنقاذ للعثور على الضحايا، ومعظمهم من مدينة بالو الصغيرة التي تبعد 1500 كيلومتر شمال شرقي العاصمة جاكرتا، لكن بعض المناطق النائية معزولة منذ الزلزال الذي وقع يوم الجمعة وبلغت قوته 7.5 درجات، مما يثير مخاوف من ارتفاع عدد القتلى.

وقال ويدودو خلال اجتماع حكومي لتنسيق جهود الإغاثة: "هناك بعض الأولويات الرئيسية التي يتعين التعامل معها، وأولاها الإجلاء والعثور على الضحايا المفقودين وإنقاذهم".

وأضاف أنه أمر الوكالة الوطنية للبحث والإنقاذ بإرسال المزيد من أفراد الأمن والجنود إلى المناطق المتضررة التي أصبح بعضها معزولا بسبب تضرر الطرق والانهيارات الأرضية وسقوط الجسور.

وقال الصليب الأحمر إن الوضع "كارثي"، مضيفا أن تقارير من عماله الذين يحاولون دخول منطقة دونجالا المعزولة التي يقطنها 300 ألف شخص شمال بالو، وكانت قريبة من مركز الزلزال، تشير إلى أنها تضررت "ضررا بالغا".

ويسكن نحو 1.4 مليون شخص في أربع مناطق تضررت بشدة من جراء الزلزال. وفي بالو اجتاحت أمواج مد عاتية، بلغ ارتفاعها ستة أمتار، الساحل، حيث انهارت فنادق ومراكز تسوق بينما ابتلعت انهيارات أرضية بعض الأحياء.

وقال مسؤول في الصليب الأحمر إن من بين القتلى 34 طفلا كانوا في مخيم مسيحي. وأمرت الحكومة بنقل الإمدادات جوا، لكن لم تظهر إشارات تذكر إلى وجود مساعدات في شوارع بالو المدمرة، بينما يزداد بؤس الناجين.



وشاهد فريق إخباري نحو 100 شخص ينهبون متجرا وهم يهتفون ويتشاجرون على سلع تشمل ملابس ومستحضرات النظافة الشخصية وأغطية ومياها. ووُجد ما لا يقل عن 20 شرطيا في المكان، لكنهم لم يتدخلوا.

وهونت الحكومة من شأن المخاوف المتعلقة بعمليات السلب، وقالت إن ضحايا الكارثة يمكنهم أخذ السلع الأساسية، وسيتم تعويض المتاجر في وقت لاحق. وقالت إندونيسيا إنها ستقبل المساعدات الدولية، بعدما تجنبت الحصول على مساعدات خارجية في وقت سابق من العام عندما ضرب زلزال جزيرة لومبوك.



وقال رئيس أحد فرق الإنقاذ في موقع فندق "روا روا" المنهار المكون من 27 طابقا: "نعتقد أن بعض الناجين ما زالوا محاصرين في الداخل". ويعتقد أن نحو 50 شخصا كانوا داخل الفندق عند انهياره. وتم العثور على تسع جثث بين الأنقاض وإنقاذ ثلاثة أشخاص.

وما زال التيار الكهربائي مقطوعا، بينما ساد التوتر والخوف بسبب الهزات التابعة. وقالت الوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث إن الأرض ابتلعت نحو 1700 منزل في أحد الأحياء، مما يعني أن مئات الأشخاص ربما يكونون دفنوا تحت الأنقاض.

وأظهرت صور التقطها القمر الصناعي قبل وبعد الكارثة حيا مكتظا بالبنايات جنوب مطار بالو، وقد غابت عنه جميع المؤشرات على وجود أحياء بعد انهيارات أرضية.



وفي مكان آخر عند أطراف بالو، نقلت الشاحنات 54 جثة للدفن في مقبرة جماعية. وقال رجل أمن إن غالبية الجثث لم يطالب بها أحد وإن بعض الأقارب حضروا لتأبين ذويهم عند المقبرة.

وقالت روزماواتي بينتي يحيى (52 سنة)، التي كان زوجها ضمن المدفونين في المقبرة الجماعية: "لا بأس أن يدفن في مقبرة جماعية. من الأفضل دفنه سريعا"، ثم غادرت لمواصلة البحث عن ابنتها المفقودة.


ويمثل الضحايا مصدر قلق للسلطات، وفي المناخ الحار الاستوائي في إندونيسيا، يبدأ تعفّن الجثث بسرعة مما يوفر بيئة لانتشار الأمراض القاتلة. في بوبويا الواقعة على التلال المطلة على بالو المنكوبة، بدأ متطوعون دفن ضحايا في مقبرة جماعية كبيرة، مع تعليمات بالاستعداد لدفن 1300 قتيل.

وتضرر أكثر من 65 ألف منزل، بينما تشرد أكثر من 60 ألف شخص ويحتاجون لمساعدات عاجلة، ونزح الآلاف من المناطق المتضررة.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو مائتي ألف شخص بحاجة لمساعدة عاجلة بينهم آلاف الأطفال. ويواجه الناجون العطش والجوع وسط ندرة المواد الغذائية ومياه الشرب، فيما تغصّ المستشفيات بأعداد الجرحى.



وقالت الشرطة الثلاثاء إنها تغاضت في السابق عن قيام ناجين بأخذ مواد غذائية ومياه من متاجر مقفلة، لكنها الآن قامت بتوقيف 35 شخصا سرقوا أجهزة كمبيوتر وأموال.

ورغم تطمينات رسمية كان اليأس واضحا في شوارع بالو، حيث قام الأهالي بالبحث عما يمكن إنقاذه بين الركام. وتجمع آخرون قرب المباني القليلة التي لم تنقطع عنها الكهرباء أو اصطفوا في طوابير للحصول على الماء أو المال أو البنزين الذي يصل وسط حراسة للشرطة المسلحة.

وإندونيسيا أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، لكنها تضم أقليات دينية منها المسيحية، في أنحاء الأرخبيل البالغ عدد سكانه 260 مليون نسمة.


(رويترز، فرانس برس)
المساهمون