124 تشكيلياً رسموا فلسطين.. وإسرائيل حرمت معظمهم دخول غزّة

25 يونيو 2014
124 فنانا يرسمون فلسطين \ العربي الجديد
+ الخط -
لوحات من الماضي والحاضر مصبوغة بشغف حقيقي تلك التي عُرضت خلال "مهرجان فلسطين الدولي للفنّ التشكيلي"، الذي نظّمته مؤسسة "جذور" للفنّ التشكيلي، تحت عنوان "عبير الثرى"، بمشاركة 124 فناناً فلسطينياً وعربياً من 18 دولة عربية وأجنبية، وبحضور عشرات الفنانين، وممثلين عن مؤسسات محلية ورسمية، حفل افتتاحه.

المشكلة أنّ الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزّة منذ سبع سنوات منع الفنانين المشاركين في المهرجان من المجيء من خارج غزّة والتواجد بين لوحاتهم وزملائهم، فقرّر منسّقو الاحتفال حجز مقاعد الفنانين المتغيّبين ووضع أعلام دولهم عليها.

ويقول منسّق المعرض الفنان فايز الحسني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "إقامة المعرض هو برهان على قوّة إرادة الفنان، وأنّه أقوى من الحصار، وقادر على التحدّي والصبر وإنجاز المطلوب، من أجل فلسطين، كلّ فلسطين، لأنّ الفنّ جزء من التراث الفلسطيني العريق".

وللتغلب على قرار المنع الإسرائيلي، الذي حرم الفنانين العرب والأجانب من المجيء من خارج قطاع غزّة، عرض المنظّمون فيلماً تسجيلياً تضمّن كلمات الفنانين المشاركين. وكلماتهم أعربت عن سعادتهم بالمشاركة وعن أنّ القضية الفلسطينية حيّة في قلوب العرب ونفوسهم جميعاً.

الفنانة التشكيلية زينب إبراهيم من مصر، التي كانت تأمل حضور المعرض، قالت في الفيلم: "أتمنّى أن تعجبكم مشاركاتي التي رسمتها من قلبي، فأنا أحبّ الفلسطينيين وأحبّ أن أشاركهم أنشطتهم، وكنت أرغب في أن أشارككم وأتواجد بينكم، لكنْ هناك ظروف حالت دون تحقيق ذلك".

أما الفنان التشكيلي السوري عبود سليمان، فقال إنّ "المهرجان مهم على المستوى العالمي وليس على المستوى المحلي الفلسطيني فحسب، ومشاركة الفنانين من دول مختلفة تؤكّد أنّه حدث ضخم، أشكر جميع القائمين على المعرض، وجميع من ساهم في إنجاحه وإتاحة الفرصة لي للتواجد بينكم في أعمالي".

وضمت جنبات المعرض لوحات حملت فنوناً مختلفة، وأدوات متنوّعة، منها اللوحات التجريدية، واللوحات المرسومة بالألوان الزيتية، وألوان آكريليك، كذلك اللوحات الواقعية، ورسومات الميستيليشن، لكنّها أجمعت على الرسم من أجل فلسطين، بماضيها وحاضرها وحاراتها ومدنها القديمة وأماكنها المقدسة وأراضيها الزراعية.

الفنانة رشا أبو زايد شاركت في المعرض بلوحة خاصّة عن الأسرى الفلسطينيين، تقول لـ"العربي الجديد": "يكتسب المعرض أهمية لجهة نوعية الفنانين المشاركين، فاخترت لوحة خاصّة بالأسرى بسبب الظروف التي يمرّون بها، من إضراب عن الطعام منذ ما يزيد عن 60 يوماً والخطر الذي يهدّد حياتهم".

وتقول الفنانة التشكيلية مي مراد: "شاركت بلوحتين عن أدب الجدران، حيث نكتب كلّ ما يجول في خاطرنا، وأحبّ هذا النوع من الرسم لأنّه يفرّغ طاقات داخلية (..). والمعرض مهمّ لأنّه يجمع عشرات الفنانين الكبار، وسيؤثر بشكل إيجابي على الحركة الفنية الفلسطينية".

المساهمون